160 مليار دولار فاتورة العلاجات النفسية...من وين؟ استعدوا لزيادة الضرائب والتقليصات
الإعلامي أحمد حازم
الحرب لا ينجم عنها منتصر ومنهزم فقط، بل لها عواقب اقتصادية واجتماعية باهظة، يتحمل الشعب تبعياتها. كافة الحروب التي شنتها إسرائيل على دول عربية مثل حرب الأيام الستة عام 1967 وحرب أكتوبر عام 1973والحرب على لبنان عام 1982 والحروب الأخرى على قطاع غزة، هذه الحروب كلها لها أثمان. لكن الحرب الإسرائيلية الأكثر كلفة في تاريخ الحروب الإسرائيلية هي الحرب الأخيرة على غزة والتي بدأتها إسرائيل كرد على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023والتي اسفرت عن حرب مع ايران استمرت 12 يوما وكذلك مع لبنان. ورغم الاتفاق على هدنة في أكتوبر العام الماضي مع لبنان إلا أن اسرائيل لا تزال مستمرة فيها من يوم الى آخر من جانب واحد.
مركز "ناتال" الإسرائيلي وهو منظمة تقدم العلاج والدعم النفسي لضحايا الصدمات الناتجة عن الحرب والعنف، أصدر تقريراً يقول فيه " أن الصدمة النفسية الناجمة عن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من حرب، ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي قنبلة اقتصادية موقوتة تهدد رأس المال البشري والنمو المستدام لسنوات طويلة قادمة."
التقرير يؤكد أن الجزء الأكبر من هذه الكلفة لا يظهر فورا في الموازنات الحكومية، بل يتجسد تدريجيا في تآكل رأس المال البشري، وتراجع الإنتاجية، وارتفاع معدلات المرض والعنف والإدمان.الأمر اللافت للنظر في التقرير، التحذير من قفزة غير مسبوقة في معدلات اضطراب ما بعد الصدمة في إسرائيل، قد تصل إلى نحو 30% من السكان، وهو رقم يفوق بكثير المتوسط العالمي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أكثر من 600 ألف إسرائيلي سيعانون من آثار نفسية تعيق قدرتهم على العمل أو التعلم، مع عشرات الآلاف ممن قد تتطور لديهم أعراض حادة تتطلب تدخلا علاجيا طويل الأمد.
الخبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية الدكتور وليد عبد الحي يقول في ورقة علمية نشرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات "أن ظاهرة الانتحار تعد إحدى أبرز النتائج المحتملة لهذا الاضطراب".
بقي علينا القول أن إسرائيل تتصدر دول الشرق الأوسط في معدلات الانتحار نتيجة الاضطرابات النفسية.
المصدر:
كل العرب