يواصل مركز زيف الطبي ترسيخ مكانته كمركز رائد في مجال البحوث الطبية، وذلك بنشر دراسة في مجلة "فرونتيرز إن كوميونيكيشن" (Frontiers in Communication)، إحدى أهم المجلات وأكثرها تأثيرًا في العالم في مجال التواصل الصحي.
يمثل هذا النشر اعترافًا دوليًا بالعمل البحثي الذي يُجرى في مركز زيف، ويضع المركز الطبي في مصاف المراكز البحثية العالمية.
تتناول الدراسة علاج آلام أسفل الظهر، التي تُعد من أكثر الشكاوى شيوعًا في النظام الصحي، وتدرس كيف تؤثر عناصر التواصل العلاجي - بما في ذلك التعاطف، والإنصات، والمشاركة في اتخاذ القرارات، والحساسية الثقافية - على تجربة المريض وجودة الرعاية. تشير نتائج الدراسة إلى أنه بالإضافة إلى التدخلات الدوائية والسريرية، فإن لطريقة التفاعل بين المعالج والمريض تأثيرًا طبيًا حقيقيًا في تخفيف الألم. وهذا مجال لم يحظَ إلا بقليل من البحث والنقاش في النظام الصحي حتى الآن. قادت الدراسة إيهم غوطاني، وهو ممرض في قسم الطب بمركز زيف الطبي، ومحاضر في المهن الصحية في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، ومسؤول عن مركز أبحاث التمريض في المستشفى.
تستند الدراسة إلى مفهوم يعتبر البحث أداة تطبيقية لتحسين العلاج نفسه. تقول إيهام غوتاني: "تنتهي كل دراسة تُجرى في العالم باستنتاجات، وفي المرحلة التالية، تُطبَّق هذه الاستنتاجات في العمل مع المرضى. وبهذه الطريقة، يمكن تعزيز جودة العلاج، وتحسين الصحة، بل وحتى خفض معدلات الإصابة والوفيات".
ووفقًا لها، فإن أحد الجوانب الرئيسية للدراسة هو الاعتراف بدور الممرضات كركيزة أساسية في البحث في النظام الصحي: "الممرضات على اتصال يومي بالمريض. إنهن يحملن معهن خبرة ميدانية ورؤى لا تتاح دائمًا للفرق الأخرى، وهذه المعرفة يجب أن تنعكس أيضًا في البحث".
تؤكد دراسة غوطاني أن التواصل بين الأشخاص ليس مجرد عنصر تكميلي، بل هو جزء أساسي لا يتجزأ من العلاج. ويوضح غوتاني قائلاً: "أحيانًا نوصف الأدوية، ولكن بسبب ضغوط العمل، ننسى قوة الكلمات والتعاطف وتأثير العلاج الوهمي اللفظي الذي يمكن أن يخفف الألم ويعزز الصحة". ويضيف أن الكلمات نفسها، وطريقة إجراء الحوار مع المريض، والثقة التي تُبنى خلاله، كلها عوامل تؤثر بشكل كبير على تجربة العلاج وقدرة المريض على التقدم والشفاء.
قاد إيهام غوطاني ، المقيم في يقعاتا بهضبة الجولان، وهو باحث ذو خبرة في إسرائيل وخارجها، هذا البحث كجزء من أطروحته للدكتوراه في جامعة فارنا الطبية، والتي يُكملها حاليًا، وذلك في إطار التعاون الأكاديمي بين إسرائيل ودول مختلفة حول العالم. وقد قاد غوطاني، خلال العام الماضي، زخمًا كبيرًا في أبحاث التمريض في هذا المجال، من خلال عشرات الدراسات النشطة التي أُجريت بين فرق التمريض. تُجرى هذه الدراسات في إطار المفهوم الذي يقوده غوطاني، والذي يُؤكد على دور فرق التمريض في عالم البحث العلمي، مما يُسهم في تطوير الباحثين أنفسهم ورفع مستوى كفاءتهم المهنية، وتحسين رعاية المرضى من خلال تطبيق نتائج البحوث.
ويُعزز نشر هذه الدراسات في مجلة دولية رائدة مكانة مركز زيف الطبي كمؤسسة تجمع بين الممارسة السريرية والبحث التطبيقي، ويُبين كيف يُمكن للربط بين الميدان والعلاج والعلوم أن يُنتج معرفة مؤثرة، تنبع من الجليل لتُؤثر في البحث والعلاج على مستوى العالم.
المصدر:
وازكام