كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تحذيرات وانتقادات داخلية في إسرائيل بشأن صفقة الغاز التاريخية والضخمة التي وقعتها تل أبيب مع القاهرة والتي بلغت قيمتها نحو 35 مليار دولار.
ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن العقيد المتقاعد إيلي ديكيل، الباحث منذ سنوات في العلاقات الإسرائيلية المصرية، توجيه انتقادات لاذعة لاتفاق الغاز الأخير بين إسرائيل ومصر، معتبرا أن الاعتقاد بأن التبعية الاقتصادية تمنع المواجهة الأمنية هو "وهم خطر ولا أساس له في الواقع".
وأضافت القناة العبرية أن ديكيل الذي شغل عدة مناصب بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية سابقاً حذّر خلال مقابلة تلفزيونية معها من نتائج الاعتماد الاقتصادي على الصفقة لمواجهة التهديد الأمني، معربا عن استغرابه سياسة إسرائيل في تصدير الغاز الخام بدلا من تسييله وتصديره بنفسها.
وأوضح الباحث الإسرائيلي أن مصر لا تحتاج الغاز للاستهلاك المحلي، بل تشتريه من إسرائيل لتسييله في مصانعها ومن ثم بيعه لأوروبا بسعر أعلى، قائلا: "كان بإمكاننا أن نبني مصانع تسييل للغاز ونصبح نحن من يبيع لأوروبا، ونربح أكثر بسبع مرات، بدلا من أن نمنح مصر القيمة المضافة".
وأضافت القناة السابعة أن ديكيل رفض الفكرة الشائعة القائلة إن الاتفاق سيجعل مصر معتمدة على إسرائيل وبالتالي تتردد في تهديدها أمنيا، مشيرا إلى أن هذا التفكير "ينبع من رؤية اشتراكية تفترض أن الفقر هو مصدر الشر، وأن رفاه الخصم سيحول دون عدوانه"، معتبرً أن هذه الفكرة "منفصلة تماما عن الواقع".
وشدد ديكيل على أن "الربح الهامشي الذي ستكسبه مصر من صفقة الغاز لن يمنعها من شن حرب إذا قررت ذلك"، محذرا من الاستهانة بالتعزيزات العسكرية المصرية المستمرة، خاصة في سيناء.
وقال الباحث الإسرائيلي الذي عمل بالاستخبارات لسنوات: "أرى توسعا عسكريا مصريا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ولا أرى أي تفسير يطمئنني أو يطمئن غيري، فهل نعتقد أن إغراقهم بمليارات الدولارات سيهدئ الأسد؟ كلا".
وأشارت القناة السابعة إلى أن ديكيل وصف اتفاق السلام مع مصر بأنه "اتفاق حرب باردة"، مؤكدا أن "معظم بنوده بما فيها السياسية وليس العسكرية فقط تم انتهاكها منذ زمن".
ولفت إلى غياب أي تواصل سياسي حقيقي بين البلدين منذ عقود، وقال: "الزيارات الرسمية الوحيدة كانت عند توقيع الاتفاق ودفن رابين، هذا ليس سلام جيران يشربون القهوة معا، كل بند تقريبا في الاتفاق تم التغاضي عنه".
وأكد ديكيل أن الاتفاق الحالي "فرض على إسرائيل" وأن الاعتقاد بأنه يمنحها "وثيقة تأمين أمنية" هو "وهم وسراب"، مختتما حديثه بالتساؤل: "لماذا لا نبني مصانع تسييل غاز بأنفسنا؟ لماذا نسمح لمصر أن تأخذ غازنا وتعيد بيعه لنا ولأوروبا؟ هل نحتاج حقاً إلى وسيط؟".
المصدر:
كل العرب