قدّم النائب عوفر كسيف اليوم (الاثنين) اقتراح حجب الثقة عن حكومة نتنياهو باسم الجبهة والعربية للتغيير والقائمة الموحدة، وذلك بعد شهرين من الإبعاد اللا ديمقراطي وسلب حقه في تمثيل جمهور ناخبيه مشدّدًا على أن الحكومة الحالية هي "حكومة دمار متواصل، حكومة احتلال وحشي يتصدرها متهم بجرائم فساد خطيرة في القدس وبجرائم حرب قاتلة في لاهاي؛ حكومة يتنافس وزراؤها يومًا بعد يوم على دوس الحريات والمسّ بحقوق اليهود والعرب على حدّ سواء، وتسعى إلى نقل الفاشية الأبدية في إسرائيل إلى مرحلة جديدة أشد عنفًا وتدميرًا".
وعن إبعاده قال إن "الأمر يشكّل محاولة لإسكات جمهور كامل يعارض الحكومة وجرائمها، الاحتلال والفاشية"، مضيفًا أن لجنة السلوكيات خضعت لإملاءات حكومة الاستبداد وشركائها من المعارضة. وقال: "لم يسعوا إلى إسكاتي أنا، بل إلى إسكات جمهور كامل، عربي ويهودي، يرفض الانحناء أمام عنف السلطات، عنف الاحتلال، وجرائم الحرب، والفاشية".
وتطرّق لاحقًا إلى تصاعد الإرهاب اليهودي، والبُوغرومات، واعتداءات المستوطنين على نشطاء سلام دوليين، والهجمات العنصرية ضد المواطنين العرب، وكذلك إلى ما سمّاه "استيراد" الإرهاب الفاشي إلى داخل إسرائيل وملاحقة معارضي الحكومة، في وقت يحظى فيه عنف المستوطنين بالدعم وغضّ الطرف، وتجاهل جرائمهم، ومنحهم يدًا حرّة طليقة من قبل قوات الاحتلال، وأحيانًا حتى التعاون معهم، وتشجيع حكومة الدم لأفعالهم.
وقال كسيف إن "المستوطنين يستطيعون، وعصابة نتنياهو تؤهّل وتُطبّع شخصيات كهانية وتتيح لها ممارسة ارهابها على خلفية سياسية وعنصرية، لأنهم يدركون أن الحكومة تقف إلى جانبهم ولن يُعاقَبوا". وأضاف: إلى جانب اليد الطليقة بل والتشجيع الذي يُمنح لمخالفي ومنتهكي القانون، يُلاحَق معارضو الحكومة ورئيسها بعنف". مضيفًا : "في الوقت الذي يُرفع فيه بفخر في مباريات بيتار القدس علم منظمة الإرهاب كاخ، لا تفعل الشرطة شيئًا، بل تُلاحق جماهير هبوعيل تل أبيب بسبب قمصان ضدها".
وحول الاعتداءات المتكرّرة ضد العرب قال النائب كسيف: "السائقون، عمال النظافة، الحراس، وحتى المارّة العرب، يتعرّضون لاعتداءات متكرّرة ويتعرّضون لعمليات لينش شبه يومية. في الأسبوع الماضي وحده زرتُ خليل الرشّق، عامل نظافة من عناتا، كُسرت أسنانه وأضلاعه على يد شخصين من أتباع عقيدة التفوّق العِرقي اليهودي أثناء عمله في القدس؛ وزرتُ محمود اغبارية من أمّ الفحم ومحمد أبو حامد من جلجولية اللذين تعرّضا لاعتداءات عنيفة، هما أيضًا خلال عملهما في تل أبيب؛ كما زرتُ الشاب قيس حدّاد من بيت حنينا، الذي تعرّض للينش أثناء تأديته عمله حارسًا في ملعب تيدي؛ وكذلك حنان أبو شحادة، امرأة حامل تعرّضت مع أطفالها الصغار لاعتداء في شوارع يافا على يد مجموعة منظّمة من الكهانيين ذوي سجلّ حافل بأعمال بوغرومية".
وتطرّق النائب عوفر كسيف إلى ملاحقة الرفيق أحمد عبّادي عضو سكرتارية الجبهة القطرية وقيادي في الشبيبة الشيوعية الّذي اعتقل قبل أربعة أيام مؤكدًا أن اعتقاله جاء في "إطار سلسلة من عمليات القمع والاضطهاد التي استهدفته واستهدفت رفاقنا الشباب. إنه اعتقال سياسي إجرامي يُعد استمرارًا لسياسة التكميم والملاحقة التي يتعرض لها جميع معارضي النظام، وبالأساس العرب بينهم".
وفي ختام كلمته دعا كسيف إلى تصعيد المقاومة ضد الحكومة، ووجّه انتقادًا للمعارضة بسبب التعاون وغياب نضال حقيقي في مواجهة الخطر الفاشي، داعيًا إلى تغيير المسار: من الاحتلال إلى الاستقلال الفلسطيني والسلام، ومن الإقصاء العنصري إلى الشراكة الحقيقية، ومن التمييز إلى المساواة الكاملة.
المصدر:
كل العرب