عطلة نهاية أسبوع مذهلة، كانت بأكملها عيدًا لطاقم العميد؛ البروفيسور محمد وتد، الذي وجه أنظاره نحو مدينة البشارة في العالم المسيحي، ومع اقتراب عيد الميلاد المجيد، قرر يوم الجمعة، 12 كانون الأول 2025، أن الوقت قد حان للتعرّف على الناصرة عن قرب ومن أبرع من مرشد سياحي من الناصرة على إنجاز هذه المهمة على أكمل وجه.
من هنا اخذنا المرشد الموهوب والمتمرس عنان فرح الى جولة في البلدة القديمة، بدءًا من منطقة “الكازانوفا” وانتهاءً بمطعم عريق ومبهر تابع لعائلة مزاوي، مرورًا بالسوق القديم، بكل ما شهده في مرحلتي ما قبل وما بعد مشروع “الناصرة 2000” وخلال الجولة، سرد عنان، بمهارة فائقة، تاريخ المدينة والأحداث التي مرت بها عبر السنين.
من هناك انتقلنا إلى المدخل الغربي لكنيسة البشارة اللاتينية، رمز مدينة الناصرة، حيث تعلّمنا الكثير أثناء تنقلنا بين جزأيها:الجزء “الجسدي” الأكثر تواضعًا، حيث شاهدنا بقايا الكنيستين الرومانية والبيزنطية، ثم إلى الجزء العلوي “الإلهي” الساحر، الذي بدأ بناؤه عام ١٩٦٠ واكتمل عام ١٩٦٩.
وتابعنا إلى كنيسة العين في قلب الناصرة، حيث وِفق الطقس المسيحي الأرثوذكسي بدأت بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء مريم هناك، ومن ثمَّ انتقلنا إلى الكنيسة الرائعة التي تُشرف على مدينة الناصرة بأكملها، هي كنيسة الساليزيان الفرنسية البيضاء، التي قد يخطئ المرء للوهلة الأولى فيظنها كنيسة “القلب الأقدس” الباريسية (Sacre Cœur). هناك أيضًا زرنا معرض نبيذ “كرميزات” القادم من بيت لحم.
من ثم كان من الطبيعي والمناسب الوصول إلى سوق عيد الميلاد (Christmas Market) المهيب، وبعده إلى مطعم Blend، حيث كانت بانتظارنا وجبة عشاء احتفالية، رافقها الفنان إلياس إسبانيولي الذي أمتع الأمسية بغنائه الرائع بالعربية والعبرية، فصنع أجواءً لا تُنسى ستبقى محفورة في ذاكرتنا إلى الأبد.
من هناك توجهنا إلى فندق “غولدن كراون” حيث أقمنا حتى اليوم التالي، تلا ذلك فطور صباحي لطيف، ثم أنشطة تعارف وبناء فريق عززت الروابط الدافئة بين أعضاء طاقم العميد. وبعدها، اختار بعضنا البقاء والاستمتاع بسوق عيد الميلاد الرائع المقام في الفندق نفسه، حول بركة السباحة.
من قاد هذه السيمفونية الاحتفالية كانا المسؤولَين في طاقم العميد عن المؤتمرات والفعاليات: السيدة ميلينا كلداوي، والسيد علاء جرايسي، في حين أن “مهندسة” الحدث بكل تفاصيله، من أكبرها إلى أصغرها، كانت مرشدة المنطقة؛ السيدة عرين أسمر، ومن هنا جاء هذا الحدث البهيّ وعطلة نهاية الأسبوع التي سنحفظها في ذاكرتنا ولن ننساها.
لقد كان حدثًا كله عيد، حب، صداقة، ووحدة حقيقية من أجل الخير.
رد “مهندسة الحدث”؛ مرشدة المنطقة السيدة عرين أسمر: “كان هذا لقاءً من القلب إلى القلب بين الثقافات. فرصة لنعيش معًا الأجواء الساحرة في الناصرة، ولنتعرّف على تقاليد ومعاني عيد الميلاد، ولنُثري معرفتنا بالثقافات التي تعيش جنبًا إلى جنب.
وُلدت فكرة هذه الأمسية من إيمان عميق: ״أنّنا حين نتعرّف على بعضنا البعض، حين ينفتح القلب ويتغلّب الفضول على المسافة، نصبح مجتمعًا أقوى وأكثر انفتاحًا وقادرًا على إحداث تغيير حقيقي. هذه هي روح الروتاري".
وسألنا ايضاً العميد، البروفيسور محمد وتد، عن انطباعه، فقال: "هذا الحدث، مثل الذي سبقه في رأس السنة العبرية، يجسد أكثر من أي شيء آخر قيم الروتاري، كمنظمة تقوم على الأخوّة، والصداقة، والتعددية الثقافية، والاحترام المتبادل، وهي قيم تصنع معًا شعور الانتماء والفخر لدى كل من ينتمي إلى عائلة الروتاري، بالمعنى الحرفي للكلمة. قوتنا كروتاريين بأيدينا، وهذا مثال حي يوضح وحدتنا من أجل الخير، وحدة طبيعية وليست مصطنعة".
وهكذا لخّص المتحدث باسم روتاري إسرائيل ورئيس لجنة العلاقات العامة، المحامي وسام أسمر: "كان هذا حدثًا ممتعًا إلى درجة أننا خرجنا منه، نحن أعضاء طاقم العميد، ونحن نشعر أننا عائلة واحدة متماسكة، قادرة على اختلاف أعضائها وتعدد دياناتهم على الاحتفال بالأعياد معًا، ووضع ما يفرقنا جانبًا، والتركيز على ما يجمعنا، وهو واسع وعميق، إذ إننا جميعًا خُلقنا على صورة ومثال إله واحد. ليت المجتمع في إسرائيل عمومًا يصل إلى هذه القناعات لما فيه خير جميع أفراده".
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
المصدر:
كل العرب