شهد حي وادي النسناس في مدينة حيفا، مساء أمس، اعتداءات عنيفة نفذتها الشرطة خلال احتفالات “عيد الأعياد”، أسفرت عن اعتقال ثلاثة شبان عرب، واقتحام معهد موسيقي بقوات كبيرة ودون صلاحية قانونية، بحسب ما أفاد به مركز مساواة وشهود عيان.
وأفاد شهود بأن الشرطة اقتحمت فعالية فنية وثقافية أقيمت في الحي، وشملت عروضًا موسيقية وأنشطة للأطفال، وتدخلت بشكل مفاجئ، مستخدمة القوة المفرطة ضد المشاركين، بما في ذلك الدفع والركل والتهديد، قبل اعتقال عدد منهم ونقلهم إلى مركز الشرطة، على أن يتم إحضارهم اليوم لطلب تمديد اعتقالهم.
وفي حديث خاص لـ”بكرا”، قال عضو بلدية حيفا شربل دكّور إن “ما جرى مساء أمس بجانب كنيسة الكاثوليك، خلال عيد الأعياد، من اعتداءات وتعامل عنيف من قبل الشرطة تجاه شبابنا، هو أمر مرفوض كليًا ولا يمكن القبول به تحت أي ذريعة”. وأضاف دكّور: “كنت متواجدًا في المكان وشاهدًا مباشرًا على تصرفات الشرطة غير المبررة، التي اتسمت بالاستفزاز والتعنيف واحتجاز شبان دون أي سبب قانوني واضح أو مبرر منطقي”.
رفض الشرطة
وأشار دكّور إلى أن محاولته الشخصية للتواصل مع عناصر الشرطة وتهدئة الأوضاع قوبلت بتصرفات وصفها بالهجومية وغير المهنية، مؤكدًا أن “هذا السلوك لا ينسجم مع قيم العيش المشترك، ولا مع روح عيد الأعياد، ولا مع واجب الشرطة في حفظ النظام واحترام المواطنين، بل يشكل إساءة خطيرة لكرامة الشباب وللنسيج المجتمعي في المدينة”.
وأضاف أن الاعتداءات جاءت في سياق أوسع من التضييقات التي يعاني منها سكان الحي، قائلًا: “لا يكفي أننا نعاني من إغلاق الحارات وخنق السكان ومنع الوصول إلى الكنائس لممارسة الشعائر الدينية، حتى تقوم الشرطة اليوم بالاعتداء الجسدي على شباب كان ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا الاحتفال بالعيد”.
وأوضح دكّور أنه وجّه رسالة رسمية إلى رئيس بلدية حيفا مطالبًا بالتدخل الفوري والتحقيق في ما جرى، والعمل الجاد لمنع تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلًا، مشيرًا إلى أن عائلات المعتقلين ستتقدم بشكاوى رسمية ضد الشرطة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وختم دكّور حديثه لـ”بكرا” بالتأكيد على أن “الكرامة الإنسانية ليست قابلة للمساومة، واحترام المواطنين واجب لا خيار”.
المصدر:
بكرا