المجتمع العربي في البلاد بين تفشي الجريمة وسياست الإقصاء الحكومي
بقلم :خالد خليفه
يعيش المجتمع العربي في البلاد واحدة من أصعب مراحله التاريخية، في ظل تفشي غير مسبوق للجريمة والعنف، وتراجع خطير في دور الدولة وسيادتها ومؤسساتها
بحيث انهو من المفترض أن تحمي المواطنين جميعًا دون تمييز.ان هذه الأزمة ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة مباشرة لسياسات حكومية واعية، تعكس توجّهًا واضحًا في التعامل مع المجتمع العربي كعبء أمني لا كمجموعة مواطنين لهم حقوق متساوية.
وتعتبر الأرقام وحدها كفيلة بكشف حجم الكارثة. فقد قُتل خلال عام واحد أكثر من 248 مواطن عربي في جرائم قتل
اكثر من 240 قتلو في العام الماضي2024 ليصل العدد في العامين الماضين الى اكثر من 550 من مواطني هذه البلاد ، بينما لم يتجاوز عدد القتلى في المجتمع اليهودي عشرات قليلة. ان هذا التفاوت الفاضح لا يعكس فقط اختلافًا في مستوى العنف، بل اختلافًا في مستوى تعامل الدولة مع الدم العربي مقارنة بالدم اليهودي. فعندما تقع جريمة في المجتمع اليهودي، تُسخّر كل الأجهزة والإمكانيات لكشفها، بينما تبقى معظم جرائم القتل في المجتمع العربي مجهولة الفاعل، وكأنها أحداث هامشية لا تستحق المتابعة الجدية انظر الى تغطيه الاعلام العبري للجرائم في الوسط العربي وكيف تمر هذه التغطيه مر الكرام مقارنه بما يحدث من تغطيه قويه للمجتمع اليهودي .
أما على الصعيد السياسي، فإن الانشغال المستمر للأحزاب العربية بصراعات داخلية حول القوائم المشتركة أو المنفصلة، يأتي على حساب بناء استراتيجية جماعية لمواجهة هذا الانحدار الخطير. فغياب الضغط السياسي المنظّم عليها يتيح للحكومة الاستمرار في سياساتها دون ثمن.
إن ما يحدث اليوم في المجتمع العربي ليس أزمة أمنية فحسب، بل أزمة مواطنة وحقوق. استمرار هذه السياسات يعني مزيدًا من الدم، ومزيدًا من التهميش، ومزيدًا من فقدان الثقة بالدولة. والحل يبدأ بالاعتراف بأن الأمن الحقيقي لا يُبنى على حساب التنمية، وأن العدالة لا تتجزأ، وأن المجتمع العربي يستحق الحياة بكرامة وأمان، لا كملف أمني يُدار من خلف الجدران.
المصدر:
كل العرب