اختتمت جمعية "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون هذا الأسبوع المبادرة السنوية الفريدة التي أطلقتها مع حلول فصل الشتاء تحت عنوان "عناق الشتاء"، وذلك للعام الثاني على التوالي. المبادرة، التي بدأت قبل حوالي شهرين، تضمنت جمع مئات المعاطف الشتوية من المتبرعين وتوزيعها على العائلات المستورة، وذلك بمساعدة عشرات المتطوعين من المجتمع العربي.
مبادرة تعكس التكاتف المجتمعي
مبادرة "عناق الشتاء" انطلقت لأول مرة في العام الماضي، وسرعان ما لاقت تجاوباً واسعاً من قبل الجمعيات والمؤسسات في المجتمع العربي، التي تعاونت واحتضنت هذا المشروع عبر توفير نقاط تجميع للمعاطف الشتوية التي يتم التبرع بها. وفي هذا الإطار، قامت هذه المؤسسات بترتيب وتصنيف المعاطف وتوزيعها بالتعاون مع جهات أخرى إلى العائلات المستورة.
كما في العام الماضي، خصصت جمعية "الروح الطيبة" صفحة خاصة لهذا المشروع على موقعها الإلكتروني، والتي تضمنت خريطة لعدد من نقاط جمع المعاطف في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق العربية. وتضمنت الصفحة أيضاً روابط إلى تطبيق "ويز" لسهولة الوصول إلى أماكن تجميع المعاطف، بالإضافة إلى رقم هاتف المركز المسؤول عن المشروع للتواصل مع المتبرعين.
توسع نقاط التجميع في المجتمع العربي
في هذا العام، تم فتح عدد كبير من نقاط التجميع في مدن وقرى متعددة في المجتمع العربي مثل طمرة، كابول، كسيفة، كفرياسيف، كفرقرع، سخنين، عسفيا، البقيعة، شعب، شفاعمرو وغيرها، حيث أتيحت الفرصة للمتبرعين من أبناء المجتمع العربي للمشاركة في هذه المبادرة الهامة.
دور الشباب والمتطوعين في النجاح
إيزيس طه، مديرة المشاريع في جمعية "انطلاقة" في كابول، والتي كانت شريكة فعالة في المشروع، قالت: "من خلال نقطة التجميع في كابول، شارك العديد من المتطوعين والمتطوعات، خاصة من فئة الطلاب والطالبات. نؤمن في الجمعية أنه رغم التحديات التي نواجهها كمجتمع عربي، يمكننا معًا أن نخلق نورًا حقيقيًا وأن نحدث فرقًا إيجابيًا".
المشاركة المجتمعية الواسعة
من جهته، تحدث هلال حاج يحيى، مدير المجتمع العربي في جمعية "الروح الطيبة"، عن النجاح الذي حققته المبادرة هذا العام قائلاً: "هذه المبادرة هي جزء من مجموعة المبادرات التطوعية التي تنظمها الجمعية طوال العام لصالح المجتمع العربي. المبادرة شملت تفاعلًا كبيرًا من العديد من المؤسسات والجمعيات الفاعلة، بما في ذلك أقسام الرفاه الاجتماعي والسلطات المحلية، بالإضافة إلى تعاون مع مدارس وبلديات من خلال تجنيد المتطوعين من الطلاب".
وأضاف حاج يحيى: "هدفنا من المشروع هو تقديم القليل من الدفء للعائلات المستورة. هذا العام، تم جمع حوالي 1000 معطف شتوي فقط من المجتمع العربي، إضافة إلى تبرعات من ملابس شتوية للكبار والصغار على حد سواء. ما لفت الانتباه هذا العام هو تجاوب أصحاب المحلات المحلية الذين عرضوا استضافة كميات من المعاطف في محلاتهم كنقاط تجميع، مما يساهم بشكل كبير في توسيع نطاق الحملة".
مبادرة "عناق الشتاء" لهذا العام تبرز التكاتف المجتمعي والإرادة الجماعية لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات المحتاجة في المجتمع العربي، وتؤكد على أهمية العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية في تخفيف معاناة الفئات المستورة خلال فصل الشتاء.
المصدر:
بكرا