بن غفير يحرّض على رجال دين يافا؛ اعتقال رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة عبد القادر أبو شحادة

واصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تصعيد خطابه التحريضي ضد رجال الدين والقيادات المجتمعية في مدينة يافا، مهاجمًا قرارات المحكمة التي قضت بالإفراج عن عدد من رجال الدين الذين اعتُقلوا على خلفية مشاركتهم في احتجاجات تنديدًا بالاعتداء العنصري الذي نفذه مستوطنون بحق عائلة عربية في المدينة.

وجاءت تصريحات بن غفير بعد قرار المحكمة الإفراج عن أئمة مساجد وأعضاء في الهيئة الإسلامية المنتخبة، واعتبرها “رسالة خطيرة”، في خطوة عُدّت تدخلًا سياسيًا مباشرًا في عمل القضاء ومحاولة لتجريم الاحتجاج الشعبي، وتحويل المحتجين على العنف العنصري إلى متهمين.

وفي تطور لاحق، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، عبد القادر أبو شحادة، وذلك بعد ساعات من الإفراج عن بقية المعتقلين، ما اعتبره ناشطون تصعيدًا إضافيًا في سياسة استهداف القيادات الدينية والمجتمعية في المدينة.

تعامل الشرطة

ويأتي ذلك في ظل انتقادات واسعة لطريقة تعامل الشرطة مع القضية، إذ كانت قد ادعت في البداية أن الاعتداء كان نتيجة “مشادة كلامية”، قبل أن تدخل أجهزة أمنية على خط التحقيق، في مؤشر على وجود دوافع قومية للاعتداء.

وشهدت يافا إضرابًا شاملًا واحتجاجات شعبية رفضًا للاعتداءات العنصرية ولملاحقة المحتجين بدل محاسبة المعتدين. وأكد مشاركون في الاحتجاجات أن تحركاتهم جاءت دفاعًا عن حق الأهالي بالأمان، وليس تحريضًا على العنف.

وحذّر حقوقيون من أن التحريض الرسمي الذي يقوده بن غفير ضد رجال الدين في يافا قد يفتح الباب أمام موجة اعتقالات أوسع، ويؤدي إلى تصعيد خطير في المدينة، في ظل استمرار الاعتداءات العنصرية وغياب محاسبة جدية لمرتكبيها.