عقد مساء أمس الأحد منتدى الكرمل لقاءً خاصًا شمل تكريم السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية المنتهية ولايته، وذلك عقب انتخاب الدكتور جمال زحالقه رئيسًا جديدًا للجنة، إلى جانب عرض تجربة الرئيس السابق،
مصدر الصورة
واستعراض رؤية الرئيس الجديد لعمل اللجنة في المرحلة المقبلة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار عمل منتدى الكرمل، الذي يشكّل ملتقى للتفكير الاستراتيجي، انطلق بمبادرة مجموعة من المثقفين/ات والأكاديميين/ات والناشطين/ات، بهدف قراءة التحولات السياسية والاجتماعية في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر، باعتباره حدثًا مفصليًا أعاد تشكيل واقع الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية وخارجها. ويسعى المنتدى إلى تقديم تحليلات معمّقة واستشرافات سياسية توضع أمام القيادات والنخب والجمهور، إضافة إلى مساندة لجنة المتابعة في الارتقاء بدورها في حماية المجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه سياسات النهب والتمييز والمحو، وضمان تطوره الطبيعي. ويدير المنتدى كل من البروفيسور أسعد غانم، والدكتور حسن جبارين، والدكتورة أريج صباغ –خوري.
افتتح اللقاء البروفيسور أسعد غانم، متناولًا أهداف المنتدى، ومشيدًا بدور محمد بركة خلال رئاسته لجنة المتابعة على مدار عشر سنوات، مثنيًا على "قيادته في واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وقدرته على الحفاظ على استقلالية اللجنة، والتوازن بين انتمائه الحزبي ودوره الجامع لكافة أطياف المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل" .
وفي كلمته، استعرض محمد بركة "مسيرة لجنة المتابعة منذ تأسيسها، ودورها التمثيلي والنضالي، متوقفًا عند أبرز محطات عمله منذ عام 2015، والتحديات التي واجهتها اللجنة، وفي مقدمتها تصاعد الهجمة السلطوية، وتجريم العمل السياسي العربي، وحرب الإبادة المستمرة" .
كما أشار إلى "إنجازات اللجنة خلال هذه الفترة، من بينها تدويل قضايا المجتمع العربي، وتوحيد لجان أولياء أمور الطلاب العرب، وتعزيز العمل في قضايا التعليم، والعمل البلدي في المدن المختلطة، ومشاريع تنمية القدرات البشرية، ومسيرات العودة، والإضراب التاريخي عام 2021. كما تطرق إلى أوجه القصور، لا سيما تراجع العمل الشعبي والحاجة إلى تعزيز الدعم المالي المحلي" .
هذا وأشاد العديد من مندوبي وممثلي الأحزاب والحركات السياسية والمجتمعية، ممن واكبوا العمل معه خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث اشادوا بقدرته على قيادة اللجنة وتمكنه من إيجاد التوازن بين انتماءه الأيديولوجي والحزبي وقيادته للجنة جامعة عصامية لا تقع تحت أي ضغط سياسي او مالي على استقلالية القرار، رغم اختلافاتهم معه في قضايا معينة.
وفي الجزء الثاني من اللقاء، تم الترحيب بالدكتور جمال زحالقه بمناسبة توليه رئاسة لجنة المتابعة، حيث عرض المبادئ الأساسية لرؤيته المستقبلية، والتي شددت على الحفاظ على وحدة وطنية كفاحية، والاستمرار في المواقف السياسية الواضحة للجنة، وتطوير العمل المؤسسي وهيكلية لجنة المتابعة، والالتزام بالثوابت الوطنية، والدفاع عن الأرض والمسكن، وتعزيز قيم العدالة وحقوق الإنسان، إلى جانب توسيع مشاركة النساء والشباب، وفتح حوار واسع مع المجتمع الفلسطيني في الداخل.
وعقب عرض الرؤية، فُتح باب النقاش أمام المشاركين والمشاركات، حيث طُرحت جملة من الملاحظات والمقترحات، أبرزها: ضرورة تعزيز البناء المؤسسي والقدرات المالية للجنة، إقامة صندوق دعم محلي، تعزيز التمثيل النسائي والشبابي، إدراج قضايا النقب في صلب عمل اللجنة، وضع استراتيجية واضحة لسنوات قادمة، تطوير العمل الدولي، إعادة صياغة دستور لجنة المتابعة بما يتلاءم مع التحديات الراهنة، وتعميق وعي الجمهور بدور اللجنة وأهميتها، مع الحفاظ على طابعها التوافقي الوطني.
المصدر:
بانيت