جاء في بيان أنه: "قدّمت النائبة عايدة توما-سليمان، عن كتلة الجبهة والعربية للتغيير، اليوم، مقترحًا لحجب الثقة عن الحكومة، محذّرة من سياسة التصعيد المتعمّدة التي تنتهجها، ومن خروقات متواصلة لاتفاقيات وقف إطلاق النار في جميع الجبهات، في مسعى واضح لإشعال المنطقة بأكملها".
وتابع البيان: "افتتحت كلمتها أمام الهيئة العامة للكنيست، بتعزية عائلات الضحايا الذين قتلوا يوم أمس في حادثة إطلاق النار في سيدني، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. وقالت: "لا يوجد ما يبرر استهداف المدنيين بهذا الشكل الوحشي، وهو جريمة مدانة بكل المقاييس. وسط هذا الظلام، لا بد أن نسلّط الضوء على لحظة إنسانية مضيئة: أحمد أحمد، الذي لم يتردد لحظة في التصدي لمنفذ العملية، مستخدمًا فقط جسده وإرادته، ليمنع كارثة أكبر. أحمد، الذي أصيب خلال تدخّله الشجاع ويحتاج اليوم إلى عملية جراحية، جسّد ما نؤمن به دومًا: الإنسانية ليست حكرًا على طرف دون آخر. نأمل أن نختار الوقوف إلى جانب القيم الإنسانية التي تجمعنا جميعًا".
وقالت توما-سليمان: "في الأسبوع الماضي، انشغلت الدولة بأسرها بالعاصفة، ودعي الجمهور للاستعداد لرياح عاتية وأمطار غزيرة". وتابعت: "أحد مقدّمي النشرة الجوية في قناة قومية تحريضية لم يتردد في التفاخر بأن خيام غزة ستنهار وتتطاير، وربما تختفي معها الناس، واعتبر ذلك أمرًا إيجابيًا".
وأضافت توما-سليمان: "هذا انعكاس لروح متجذرة تسود في الدولة منذ وقت، واشتدت خلال العامين الأخيرين. عقلية لا ترى في الطرف الآخر بشرًا، وتؤمن أن لليهود فقط حق الحياة والحماية".
وشدّدت توما-سليمان على أن مثل هذا الخطاب العنصري كان يستوجب المساءلة القانونية بتهمة التحريض، وإبعاد صاحبه عن المنصات الإعلامية، "إلا أن حكومة دينية متطرفة كهذه جعلت من نهج التحريض قاعدة لديها".
وتابع البيان: "في هذا السياق، عرضت توما-سليمان الواقع الكارثي في قطاع غزة، قائلة: "رأينا خيامًا تغمرها المياه، وبنى تحتية انهارت من شدة المطر، وثمانية أطفال فارقوا الحياة من البرد، ومبانٍ متصدعة جراء الحرب انهارت فوق رؤوس ساكنيها بفعل العاصفة". وأضافت: "العاصفة كانت كارثة طبيعية زادت من كارثة الحرب المستمرة، رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي خرقته إسرائيل أكثر من 370 مرة منذ دخوله حيّز التنفيذ".
وأردف البيان: أشارت توما-سليمان إلى استمرار الغارات الإسرائيلية اليومية على غزة، والتي أودت بحياة 391 شخصًا وأصابت أكثر من 1100 منذ بدء وقف إطلاق النار. كما نبّهت إلى الهجمات اليومية في لبنان، التي تتجاوز تفاهمات وقف إطلاق النار، والضربات المتكررة في سوريا حتى خلال فترات التهدئة، والتي تقوّض الاستقرار الإقليمي وجهود الوساطة الدولية".
وحسب البيان: "فيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، أكدت أن المستوطنين يمارسون العنف والإرهاب تحت حماية الجيش، وبرعاية من اذرع الحكومة، بينما تواصل قوات الاحتلال عمليات اقتلاع السكان، إطلاق النار الحي، قتل المدنيين، اقتلاع الأشجار، وتوسيع المستوطنات. ورأت توما-سليمان أن الحكومة تنفذ "سياسة تصعيد ممنهجة ومنسّقة على أربع جبهات: غزة، لبنان، سوريا، والضفة الغربية، في خرق لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي أُبرمت بوساطة دولية".
وأضافت: "بدلًا من الحفاظ على التهدئة والسعي إلى استقرار حقيقي، تعمّق هذه الحكومة دائرة النار وتوسّع دائرة الدم، في محاولة لإجهاض أي أفق لوقف دائم لإطلاق النار أو إنهاء الحرب، ودفن أي احتمال لحل سياسي حقيقي ينهي الاحتلال ويقود إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ".
وأشارت توما-سليمان انه في ذات اللحظة التي يناقش فيها حجب الثقة تجري تجرى جلسة محكمة لتمديد اعتقال 14 شابًا عربيًا من يافا، لمجرد أنهم تظاهروا احتجاجًا على اعتداء عنصري على حنان أبو شحادة: "حنان امرأة حامل كانت برفقة أطفالها، حين هاجمها زعران عنصريون داخل سيارتها ورشوها بالغاز المسيل للدموع. ليست هذه الحادثة الأولى، فالهجمات المتكررة طالت سائقي حافلات، عمالًا، وشبانًا عربًا آخرين، بينهم محمد أبو حامد من جلجولية، محمود إغبارية من أم الفحم، وعامل نظافة من القدس". وقالت: "الشرطة، التي تملك صور المعتدين، تكتفي بنشر نداءات للتعرف عليهم، لكنها لم تحرك ساكنًا لاعتقالهم، بينما سارعت لاعتقال 14 شابًا كل ذنبهم أنهم رفضوا الاستسلام للعنصرية".
وقالت توما-سليمان في ختام خطابها: "هذه حكومة حرب ودمار، تمتنع فقط عن خوض حرب واحدة، هي الحرب على الجريمة المتفشية في المجتمع العربي، والتي حصدت حتى الآن 244 ضحية، وعلى هذه الحكومة أن تسقط دون عودة لهؤلاء الفاسيين".
واختتم البيان: "سقط المقترح بعد أن أيده فقط 9 نواب بينما للمصادقة على حجب الثقة عن الحكومة يجب تأييد المقترح من قبل 61 نائب على الأقل". حسب البيان
المصدر:
كل العرب
مصدر الصورة