آخر الأخبار

"المشتركة" وحكاية "ابريق الزيت"

شارك

ما يجري الآن من اجترار حول تشكيل قائمة مشتركة يعيدنا الى الماضي، عندما كانت الجدات تروي للأحفاد "حكاية ابريق الزيت" التي أصبحت مثلاً شعبيا. ويبدو أن هذه الحكاية ظهرت من جديد حيث تحولت الى حكاية مرحلة في مجتمعنا العربي في موسم انتخابات الكنيست حيث تبدأ الحكاية معها وتنتهي معها. لكن حكاية الجدات تبقى مشوقة لمن يسمعها بينما حكاية "المشتركة" تثير الملل .

كتبت أكثر من مرة أن كافة تحليلاتي السياسية هي مستقلة بعيدة كل البعد عن الإساءة للغير وهي مجرد تحليلات لتصريحات أو لأحداث والهدف منها إطلاع القارئ على المستجدات في مجتمعنا، لأن من حق المواطن العربي في هذه البلاد، أن يعرف كل شيء، ومن حقي أنا كمحلل سياسي توفير المعرفة له من خلال التحليلات.

إعادة تأسيس "قائمة مشتركة رباعية" هو كلام يلوكه كافة السياسيين العرب، على اعتبار انه سيكون حسب اعتقادهم بمثابة "انتشال الزير من البير"، ولذلك نرى هؤلاء يقومون بحملات في المجتمع لتشجيع أبنائه لدعم القائمة المنتظرة إذا تشكلت. لكن الحقيقة هي أن لا قائمة رباعية مع منصور عباس وحتى كما يبدو لغاية الآن لا قائمة ثلاثية (جبهة، تجمع والعربية للتغيير). لكن السياسة تتغير من لحظة الى أخرى.

"القائمة العربية الموحدة" أصدرت بيانا جاء فيه: "إذا تعثر تشكيل قائمة مشتركة ثلاثية بين الجبهة والتجمع والتغيير بسبب تقسيم المقاعد بينهم، فنحن مستعدون لمساعدتهم وبالتفاهم معهم أن نذهب مع التغيير، وتذهب الجبهة والتجمع مع بعض".

ماذا يعني هذا الكلام؟ واضح تماما ان عباس لا يريد أبدا الدخول في قائمة رباعية. وبتصريحه هذا يريد القول للمجتمع العربي ان خلافات موجودة بين العربية للتغيير من جهة والجبهة والتجمع من جهة ثانية. بمعنى أنهم "مش عارفين يشكلوا حتى قائمة ثلاثية". ومن هنا جاء عباس ليظهر نفسه انه الحريص على وحدة الصف باستعداده للذهاب مع الطيبي في قائمة مشتركة. تعالوا نكون في منتهى الصراحة ونتساءل عن الهدف الحقيقي لتصريح منصور عباس. هذا التصريح ظاهره " مساعدة" حسب قوله وهو المستفيد منها من خلال أصوات العربية للتغيير، وباطنه " تفرقة" هو المستفيد منها أيضا انتخابيا.

منصور عباس عرض خيارين في البيان : "الخيار الأول، قائمة واحدة تقنية فترة الانتخابات، والثاني، قائمتين باتفاق" ورفض خيار ثلاث قوائم منفصلة لانها "تحرق الأصوات كما حدث سابقًا"

ماذا يعني الخيار الأول؟ يعني تشكيل قائمة رباعية وبعد الانتخابات "كل واحد بروح بطريقو" تماما مثل الزواج عالورق . وبمعنى أصح خداع المواطن العربي "عينك عينك". والخيار الثاني يقوم على مصلحة سياسية. أما رفض قائمة ثالثة فليس عباس الذي يقرر. وحسب معلوماتي فإن قائمة عربية ثالثة ستشكل قريبا والاجتماعات مستمرة والمشتركة تتحمل مسؤولية ذلك لرفضها انضمام آخرين اليها.

متصور عباس يريد كما جاء في البيان: "حكومة بديلة بشراكة عربية تجعلنا نؤثر في القرارات " لكن عن أية شركة عربية تتحدث يا شيخ منصور؟ الحكومة المقبلة ستكون إما برئاسة نتنياهو وإما برئاسة المعارضة. والجهتان أعلنتا رفضهما لإشراك عنصر عربي. فماذا تنتظر من الحكومة المقبلة؟

قد يأمل منصور عباس (بالحظ) بعودة التاريخ ويكون "بيضة قبان" في حكومة مقبلة، من حقه أن يأمل ومن حقنا أن نحلل,

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا