لا يمكن أن تكون اسرائيل دولة طبيعية لأسباب عديدة: الجيش في كل دول العالم لا يتغير اسمه، لكن في اسرائيل يختلف الأمر فقد أعطوه اسم "جيش الدفاع " لكنه في الحقيقة جيش احتل أجزاء من أراضي دول عربية. وتقول إسرائيل انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، لكن لديها عشرات القوانين العنصرية وإسرائيل تدعي الها تحترم حقوق الانسان، لكنها تكذب. فلو كانت كذلك لما انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شهر فبراير/ شباط العام الحالي، والحديث يطول عن تناقضات إسرائيل في الأقوال والأفعال.
الأرقام 1000 و 2000 و 4000 ليست أرقاما شاهدها المواطن العربي فقط في برنامج "من سيربح المليون" انما هي أرقام محفورة في ذاكرة نتنياهو وهي شاهدة على فساده. هي أرقام ملفات تهم الفساد والرشاوى الموجهة لنتنياهو. هي أرقام يعرفها ويحفظها "عرب اسرائيل" عن ظهر قلب لأنها تتعلق برئيس حكومة اسمه نتنياهو، له حكايات سلبية مع مواطنيه اليهود وحكايات عنصرية مع مواطنيه العرب أيضاً. نتنياهو يواجه اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في ثلاثة ملفات ستوصله الى السجن بحال إدانته، لكنه يرفض الاعتراف في أي منها.
نتنياهو يعرف كيف يتنصل من البقاء أمام المحكمة بحجج عديدة. فخلال جلسة محاكمته الأخيرة أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم الفساد الموجهة ضده، وعلى ذمة القناة 12 العبرية طلب نتنياهو إنهاء الجلسة مبكرا، بذريعة "الارتباط باجتماع سياسي مهم" دون تفاصيل. وسبق أن تهرب نتنياهو من المثول أمام المحكمة، بزعم السفر، أو انشغاله بتطورات الحرب على قطاع غزة.
الملف رقم 1000 يتهم نتنياهو بإساءة الائتمان بتلقي هدايا من رجال أعمال اثرياء بمئات الاف الشواكل من بينهم الملياردير ارنون ميلتشن ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكير. والحديث يدور عن وجود 14 شاهدا في هذا الملف.
"الملف 2000" لا يختلف كثيراً عن سابقه. فهو يتهم نتنياهو بالتفاوض مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أرنون موزيس، بالحصول على تغطية إعلامية إيجابية. يعني رشوة. أما "الملف 4000" فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية. مرة ثانية رشوى. أما الرقم المميز الذي أفقد نتنياهو صوابه فهو الرقم 7 الذي وقعت فيه عملية "طوفان الأقصى في أكتوبر عام 2023." إضافة لكل ذلك أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرة اعتقال لنتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة. أرقام لن تمحى من ذاكرة نتنياهو.
رئاسة الحكومة لن تبقى طوال العمر بيد نتنياهو، وسيأتي اليوم الذي نرى فيه "أبو يائير" وراء القضبان، تماماً كما رأينا زميله السابق أولمرت. نحن بالانتظار.
وأخيراً...
أمران أشك في مصداقيتهما: انتخابات ملكات الجمال واستطلاعات الرأي بشكل عام واستطلاعات انتخابات الكنيست بشكل خاص.
المصدر:
كل العرب