لم ألتق ولا مرة برئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، لكننا تحدثنا مع بعض هاتفيا ونتبادل الرسائل عبر الواتس أب، بمعنى هو يتابع مقالاتي في موقع كل العرب وأنا أتابع تحركاته السياسية وأرصدها كإعلامي مهتم بقضايا مجتمعي العربي. الأمر الذي لفت نظري عند الاطلاع على سيرة حياة رئيس التجمع الحالي، اكتشفت ميزتين لسامي يختلف بهما عن غيره من السياسيين: أولهما، وجود قاسم مشترك (غير سياسي) بينه وبين مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني. ففي العام الذي رأى فيه سامي أبو شحادة نور الحياة عام 1975 توفي سماحة المفتي. تاريخ لا ينسى. والميزة الثانية انه السياسي الوحيد في مجتمعنا العربي (وليس من المستبعد في العالم العربي أيضاً) والذي أعطى ابنه اسم ناجي العلي احتراما منه لرسام القضية الفلسطينية، والذي كانت تجمعني به علاقة صداقة قوية يعود تاريخها لسنوات طويلة.
في مواجهته الأخيرة مع الزميل فايز اشتيوي في تلفزيون "كل العرب" كان سامي وللحق في منتهى الصراحة، حيث قال ما يجب أن يقال، لكنه تلعثم أحياناً في الرد، لأن الزميل فايز حشره أكثر من مرة في زوايا كان صعباً عليه الخروج منها رغم محاولاته. فرغم تكرار السؤال عن الأسماء التي ستكون في قائمة سامي في انتخابات الكنيست القادمة، ظل الضيف "يلف ويدور" ولم يجب على ذلك.
كلمة حق يجب قولها ان سامي كان موفقا في الحديث عن د. جمال زحالقة الرئيس الجديد للجنة المتابعة، رفيق سامي في التجمع لا سيما في قوله "فوز جمال زحالقة برئاسة لجنة المتابعة هو شرف عظيم للتجمع". وعند تعداده لبعض الأسماء الذين أيدوا زحالقة، كان اسم فضيلة الشيخ رائد صلاح أول ما نطق به سامي. وأعتقد هذا ذكاء من سامي قد يكون تكفيراً عن سيئته التي ارتكبها مؤخراً بحق الشيخ رائد. والله أعلم
سامي ابو شحادة أكد في المواجهة ما قاله الزميل فايز عن وجود رفيقة يهودية في التجمع اسمها اورلي نوي يهودية من اصول ايرانية وهي مرشحة قوية كرفيقة حزب، وستنافس بقوة على الاماكن الاولى في التجمع. وكما يبدو بوضوح فإن التجمع بترشيحه "رفيقة يهودية" سار في هذه الحالة على نهج "الجبهة" وقد يكون قد تعلم منها وهذا تطور جديد في سياسة التجمع.
نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها، وهي قوله "نعم اليوم التجمع اكبر من حزب الجبهة ومن الحركة العربية للتغيير وهذا مثبت بالأرقام وفقا للانتخابات الاخيرة". نفهم ذلك لو كان الأمر يتعلق بالعربية للتغيير لكن بالنسبة للجبهة؟ أليس قولك فيه "شوية مبالغة يا أبا الناجي؟ على كل حال أنا لا أريد مناقشة هذا الموضوع "منشان ما أزعلك" خصوصا في قولك "ونستطيع ان نعبر نسبة الحسم لوحدنا". بالتوفيق يا سامي.
كان بودي لو فسّر سامي أبو شحاده قوله: " التجمع يستحق اربعة مقاعد في المشتركة" هل هو شرط لعودته للمشتركة أم مجرد إشارة فقط؟
المصدر:
كل العرب