في مساء تسرّبت إليه ملامح الذاكرة، احتضنت خشبة القصر الثقافي القرعاوي عرضًا مسرحيًا مميزا حول تاريخ البلدة استعاد رماد السنين ونبض الحكاية. فقد قدّم الفنان عبيدة زيد ابن مدينة كفرقرع مسرحية "البيت" نصًا وتمثيلًا، في عملٍ بدا أقرب إلى طقس فني يستنطق الأرض ويُوقظ صدى الحكاية المختبئة في وجدان الناس ودهاليز ذاكرة المكان، وذلك تحت رعاية، اشراف وتنظيم مكتب الرئيس وقسم الثقافة والتربية غير المنهجية/القصر الثقافي في مدينة كفرقرع وبتمويل من وزارة الثقافة.
شارك في العرض المحامي فراس احمد بدحي رئيس بلدية كفرقرع، السيد هيثم زحالقة نائب رئيس البلدية والسيد سامي زيد نائب رئيس البلدية السابق، كما برز حضور وجوه الشباب من حركة الراية وحضور مميز من اهالي البلدة الذين جاؤوا ليشهدوا لحظة مسرحية تحمل من المعنى ما يفوق العرض ذاته نحو تعزيز حب البلد والارض.
وفي افتتاح الأمسية، ألقت السيدة مها زحالقة مصالحة كلمةً مُلهمة رَحبة كالذاكرة، أثنت فيها على عمق العمل، وعلى جوهره الذي يعيد الفنان إلى حضن مكانه الأول والأصلاني، مؤكدة أهمية احتضان الإبداع المحلي بوصفه سبيلًا لاستمرار الهوية، وجسرًا يصل الوجدان الفردي بالذاكرة الجماعية الفلسطينية. وقالت إن الأعمال التي تُنصتُ إلى التاريخ وتمنح البلدة لغتها الخاصة، ليست عروضًا عابرة بل أثر يبقى ولا يزول ويستحق الثناء.
اعتلى المسرح المحامي فراس احمد بدحي رئيس بلدية كفر قرع ليؤكد في طرحه أنّ دعم الفنانين المحليين ليس خيارًا ثقافيًا فحسب، بل واجب مجتمعي يحفظ الهوية ويصون الرواية الفلسطينية في وجه التغييب، مؤكدا ان الفنان ابن بيئته، وصوته يكتسب قوته المثلى حين يجد البيت الذي يحتضنه ويدعم مسيرته ويقويها، مشيدًا بالإبداع الذي سوف يقدمه عبيدة زيد، وبالدور الحيوي للمسرح في صون الذاكرة وبناء مجتمع متماسك يؤمن بقوة الكلمة والفن والابداع.
وقد تماهى الجمهور مع رحلة عبيدة زيد على الخشبة؛ رحلة تشقّ مساربها بين البيت بوصفه مكانًا، والبيت بوصفه هوية، والبيت بوصفه سؤالًا لا ينتهي.
تجدر الاشارة الى ان العمل المسرحي هو من اخراج الفنان هشام سليمان وانتاج مسرح تياترو.
ويجيء هذا العمل ضمن الفعاليات الثقافية للقصر الثقافي القرعاوي، الذي يسعى إلى جعل الفن ذاكرة حيّة بين الأجيال، ومنصة تحفظ حضور كفر قرع في سياقها التاريخي والإنساني، وتعيد للفعل المسرحي مكانته كمساحة لا يبهت فيها الزمن ولا تخبو فيها شعلة الانتماء.
المصدر:
كل العرب