قلتها عدة مرات في مقالات سابقة اني لست من المؤيدين لانتخابات الكنيست، وأيضاً لست من المؤيدين لنهج زعيم "القائمة العربية الموحدة" منصور عباس، الرجل رقم واحد (عملياً) في "الحركة الاسلامية الجنوبية" وإن كان لهذه الحركة رئيس، لكن منصور عباس هو بدون شك "صاحب الحل والربط" فيما يتعلق بهذه الحركة وجناحها السياسي "الموحدة" كما يحلو لهم تسميتها.
أعترف بأن منصور عباس هو شخصية مثيرة للجدل، وأصبح سياسيا يشار اليه بالبنان ليس بسبب قوته السياسية وكثرة إنجازاته، بل بسبب أسلوب تعاطيه في السياسة على طريقة "خالف تعرف" والتي تجلب الأنظار لكل من يتبعها. ومن الممكن أن يكون عباس "وأنا أشدد على كلمة ممكن" قد تعلم في شبابه أو استقاد من نهج الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الذي سار على هذه الطريقة التي لم تجلب له سوى الانتقاد والسخرية. أنا أعرف أن التشبيه هو ظلم بحق الراحل القذافي، لكني أردت فقط الاشارة للنهج أي للأسلوب المشترك.
في مقابلة منصور عباس الأخيرة مع تلفزيون "كل العرب" استطاع الزميلان فايز اشتيوي وبلال شلاعطة عدة مرات أن يحشرا عباس في زاوية، لدرجة أنه كاد أن يصرخ، وفي فقرة صرخ بقوله للزميل اشتيوي "أعطيني أجاوبك" و "خلوني أكمل". كان واضحا على وجه منصور عباس أنه كان متضايقا من "المواجهة النارية" معه.
منصور عباس لا يمكن أن تضمه حكومة اسرائيلية مقبلة إلا إذا كان بيضة قبان بمعنى أن قائمته هي التي تضمن تشكيل حكومة، حتى أن رفاق الأمس الذين تعاون معهم عباس في ائتلاف حكومة بينيت قالوها عدة مرات انهم لا يريدونه شريكا في حكومة مقبلة، لكن عباس مصراً على "جوزك وان راد الله". الوسيلة الوحيدة لمنصور عباس أن يدعو الله أن تصبح قائمته "الموحدة" بيضة قبان.
ويبدو أن عباس له قنوات مفتوحة مع نفتالي بينيت، لكنه لا يريد الافصاح عنها. فقد ذكر في المقابلة بكل وضوح حول هذا الأمر:"حتى لو كان هناك قنوات هل يجب على منصور عباس كشف كل أوراقه؟".
وفيما يتعلق بلجنة المتابعة وانتخابات رئيس جديد لها، فإن عباس أظهر معارضة شديدة ويريد لجنة متابعة حسب مقاييسه. فقد قال في المقابلة ان "أسلوب الأحزاب في انتخابات المتابعة يجعل المشاركة في قائمة مشتركة مستحيلة وأن الانتخابات التي ستجري يوم السيت المقبل ستكون غير شرعية" ولماذا؟ لأنه يريد تعديل تمثيل المجلس المركزي للجنة المتابعة حسب مزاجه. هو دائما يختلق أمورا ليغرد خارج السرب، تماما كما فعل ويفعل مع القائمة المشتركة.
وأخيراً...
تنويه مهم يجب عليّ قوله، وهو وجود قاسم مشترك بيني وبين منصور عباس: ففي يوم ميلاده في الثاني والعشرين من شهر أيريل/ نيسان عام 1974 كان لقائي الثاني مع ياسر عرفات.
قولوا لي بربكم هل أعتز بذلك اليوم أم ألعنه؟
المصدر:
كل العرب