في الحرب الاسرائيلية على غزة سقطت مقولة أن الجيش الاسرائيلي هو "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم" والتي طالما تغنى بها قادة سياسيون وعسكريون في الدولة العبرية. الجيش الذي يقتل النساء والأطفال في ساحات الحرب لا يمكن أن يكون أخلاقيا ًلأن الأخلاق العسكرية تمنع ذلك. وسقطت أيضا مقولة الأكثر قوة في المنطقة، لأنه فشل طيلة سنتين في إحراز نصر عسكري مطلق على تنظيم فلسطيني، لا جيش نظامي له ولا أحدث طائرات مقاتلة ولا بوارج حربية.
الصورة الآن : حالات انتحار، حالات نفسية معقدة، إعاقات دائمة ومرتزقة مستوردون من العالم. الأرقام التي نوردها حول ذلك لم يكن مصدرها وسائل إعلام عر بية، بل عبرية تفضح جيشهم وتظهره على حقيقته. صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت الأحد الماضي، عن انتحار ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي وغزة هي السبب.
الضابط المنتحر وحسب الصحيفة يُعد من أقدم مشغّلي الطائرات المسيّرة في الجيش وتمنع الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر هويته حتى الآن. لكن أصدقاء للمنتحر ذكروا، استناداً للصحيفة، إن الضابط صرّح قبل انتحاره: “يجب إيقاف الحرب، فلتداعياتها أبعاد لا نفهمها بعد.” وهذا الضابط ليس الأول الذي ينتحر في صفوف الجيش وقد سبفه المئات في ظاهرة أصبحت تشكل قلقا للجيش لا سيما أن الانتحار يحدث على خلفية الحرب على غزة.
ثلاث حالات انتحار تم تسجيلها خلال عشرة أيام فقط، جميعُها لجنود شاركوا في الحرب على غزة. القناة 12 العبرية قالت أن جنديًا من لواء "ناحال" أقدم على الانتحار في قاعدة عسكرية بمرتفعات الجولان، ليكون ثالث جندي ينهي حياته في أقل من أسبوعين. صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت أن الجندي خدم في غزة لأكثر من عام، مرة أخرى الحرب على غزة هي السبب. جندي آخر من لواء "غولاني" أطلق النار على نفسه داخل قاعدة "سدي تيمان" في صحراء النقب، موقع "والا" تحدث عن حالة ثالثة لجندي انتحر خلال الأسبوع نفسه، بعد شهور من المعاناة النفسية المرتبطة بالحرب على غزة ولبنان، وما رافقها من مشاهد قاسية.
وزارة الدفاع الإسرائيلية تتوقع أن يرتفع عدد الجنود والمصابين المصنّفين كمصابين بإعاقات جسدية أو نفسية، إلى نحو 100 ألف شخص بحلول عام 2028، نصفهم تقريبًا يعانون من إصابات نفسية، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" .
أما عن المرتزقة في الجيش الإسرائيلي فحدث ولا حرج، وليس فقط في الحرب على غزة. ولنقرأ ما قاله شاهد من أهلهم: العقيد المتقاعد أليعازر إسحاق الخبير العسكري والمحاضر في عدد من المعاهد العسكرية أصدر دراسة بعنوان "المرتزقة في الجيش الإسرائيلي" تلقي الضوء على هذه الظاهرة التي بدأت في الانتشار بقوة داخل الجيش. وتقول الدراسة ان إسرائيل تستعين بالمرتزقة منذ عام 1948، مقابل مبالغ مالية طائلة.
المعلومات المتوفرة تقول أن حوالي سبعة آلاف من المرتزقة داخل الجيش الإسرائيلي . وقد طلب من وزير العدل الفرنسي "تقديم الأشخاص الذين يحملون الجنسية الفرنسية، بما في ذلك مزدوجي الجنسية، المدانين بارتكاب جرائم حرب، المنضمين للجيش الإسرائيلي إلى العدالة الفرنسية لتتم محاكمتهم على الأراضي الفرنسية".
المصدر:
كل العرب