آخر الأخبار

العالم على صفيحٍ ساخن.. وترامب يعيد خلط الأوراق

شارك

تشهد الساحتان الجنوبية والشمالية من الشرق الأوسط — غزة ولبنان — تصاعدًا مقلقًا في وتيرة التوترات العسكرية والسياسية، في ظل غموض المشهد الدولي وتزايد التدخلات غير المباشرة للقوى الكبرى. الأحداث المتلاحقة لا تنفصل عن منظومة أوسع من التحولات الجيوسياسية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، إلى إعادة فرض نفوذها في المنطقة والعالم بطرق غير تقليدية، وأحيانًا مزاجية.

ترامب، المعروف بخروجه عن الأعراف الدبلوماسية الكلاسيكية، يعتمد اليوم على سياسة “الضغط القصوى” لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية معًا. فتصعيد الأوضاع في غزة ولبنان ليس مجرد نتيجة صدامات محلية، بل هو انعكاس لرغبة واشنطن في إعادة ضبط التوازنات بعد تراجع دورها النسبي أمام تمدد الصين وروسيا في الشرق الأوسط وأفريقيا. من هنا يمكن فهم التحركات الأميركية في البحر الأحمر، والتقارب الحذر مع بعض الأنظمة العربية، والضغط المتزايد على إيران وحلفائها.

لكن ما يجعل المرحلة أكثر خطورة هو الطابع المزاجي في قرارات ترامب؛ فالرئيس الأميركي لا يتحرك وفق رؤية إستراتيجية متكاملة، بل وفق حسابات آنية تخدم صورته الانتخابية أو مصالح اقتصادية ضيقة. هذا السلوك جعل حلفاء واشنطن التقليديين في أوروبا وآسيا يشعرون بالقلق، إذ تتعامل الإدارة الأميركية الراهنة مع الحلف الأطلسي والأمم المتحدة وكأنها أدوات لا شركاء.
في المقابل، تبدو القوى الكبرى الأخرى — الصين وروسيا خصوصاً — مترددة في اتخاذ مواقف حاسمة، رغم استعدادها المبدئي لملء أي فراغ تتركه الولايات المتحدة. الصين تراقب بصبر وتستثمر في “القوة الناعمة” عبر الاقتصاد والتكنولوجيا، بينما تفضل روسيا اللعب على خطوط النار الدبلوماسية دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع واشنطن.

هذا الصمت النسبي لا يعني القبول، بل هو استعداد طويل الأمد لمرحلة إعادة توزيع النفوذ، وربما نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
الشرق الأوسط يظل البؤرة الأكثر هشاشة، لأن أي شرارة فيه قد تمتد إلى الإقليم بأكمله. ومع غياب مبادرات سياسية جدية، واستمرار لغة النار في غزة وجنوب لبنان، فإن السيناريوهات المستقبلية مفتوحة على كل الاحتمالات: من حرب إقليمية محدودة إلى صفقات “هدنة” مؤقتة تفرضها واشنطن بما يخدم مصالحها الانتخابية والدولية.
الخلاصة:- أن ما يحدث ليس وليد اللحظة، بل نتاج تراكم سياسات قصيرة النظر، تتعامل مع الأزمات كأوراق مساومة لا كقضايا إنسانية وأمنية كبرى. العالم اليوم يقف أمام مفترقٍ خطير، فإما أن تتغلب لغة العقل والحوار، أو أن تستمر لعبة المصالح حتى تنفجر بما لا تُحمد عقباه.
اللهم اني،كتبت وقرأت وحللت وأستنتجت وأن كنت على خطأ فصححوني..

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا