أعرف أن إسرائيل لا تحترم قرارات منظمة الأمم المتحدة، وتساعدها في ذلك أمريكا، علماً بأن إسرائيل رأت نور الحياة بقرار من هذه المنظمة في العام 1948. لكني لم أعرف أن هذه الدولة العبرية لا تحترم حتى زائريها الرسميين بما فيهم الأمريكيين الذين يقدمون الغالي والنفيس لهذه الدولة للبقاء على قيد الحياة.
نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، كان في إسرائيل (لخدمتها طبعا) حين وافق نواب اليمين على قرار ضم الضفة الغربية دون أي احترام لمهمة قانس كضيف ومبعوث ترامب، الأمر الذي دفعه للقول "إن إسرائيل تتصرف بطريقة غير خاضعة للرقابة“. نتنياهو أراد التخفيف من تمرير مشروع الضم وأفهم فانس ان الأمر مجرد عملية تصويت تمهيدية ولن يؤدي إلى شيء“ استناداً لإذاعة "كان."
الزائر الأمريكي لم يستطع تقبل ما جرى وأفهم بدوره مضيفه نتنياهو بقوله له:" لا يمكن أن يحدث هذا أثناء زيارتي إسرائيل." ويبدو أن فانس تأثر كثيرا بما جرى في الكنيست من عدم اهتمام لوجوده، لدرجة انه عند مغادرته إسرائيل قال فانس في المطار حول تمرير مشروع الضم خلال وجوده في إسرائيل: "أنا شخصيًا أعتبره إهانة لي." وعلى ذمة "تايمز أوف اسرائيل" حذر مسؤولون أمريكيون نتنياهو قبل ذلك "من أن التصويت قد يثير رد فعل عنيف ويزعزع استقرار المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار."
ولكن ماذا عن موقف ترامب عما جرى في الكنيست؟ طبيعي أن يكون للإدارة الأمريكية رد فعلي سلبي على قرار الضم لأنه بالدرجة الأولى يلحق ضرراً بخطة ترامب للسلام . مسؤولون أمريكيون وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لحكومة نتنياهو بعد المصادقة على مشروع قرار الضم أثناء زيارة فانس لإسرائبل. حتى الرئيس الأمريكي نفسه صرح بأن "إسرائيل لن تفعل أي شيء بالضفة الغربية"
هذه الإهانة الدبلوماسية التي واجهها فانس في إسرائيل، لم تكن الأولى من نوعها التي يتعرض لها نائب رئيس أمريكي في بلد قانون القومية. ففي العام 2010 وفي فترة رئاسة باراك أوباما، أعلنت وزارة الداخلية الاسرائيلية عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية أثناء وجود نائب الرئيس آنذاك جو بايدن في القدس. قمة الوقاحة وعدم الاحترام.
الإدارة الأمريكية أظهرت رد فعل ضد الضم على الأقل في الوقت الحاضر لانجاح خطة ترامب، لكننا لم نسمع أي كلمة من جامعة الدول العربية." ثلاث وعشرون دولة تنطق بالعربية لم تتحرك. وهذا ليس مفاجئاً فهي نفس الدول التي لا تزال تتفرج على قتل أهل قطاع غزة والفظائع التي ترتكب بحقه. (لا حس ولا نس ساكتة.) لكن بعض الدول العربية والإسلامية (طبعاً بترتيب من السعودية) طلعت علينا ببيان مشترك خجول أدانت فيه التصويت على الضم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
المصدر:
كل العرب