في لقاء خاص مع موقع بكرا، تحدث الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير عن أبعاد تصويت الكنيست الإسرائيلي بالمناقشة التمهيدية على قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معتبراً أن الخطوة تحمل دلالات خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
ضم الضفة الغربية.. إعلان عملي لإنهاء الدولة الفلسطينية
وقال أبو طير إن تصويت الكنيست، الذي حظي بتأييد 25 صوتاً مقابل 24 معارضاً، يشكل رسالة سياسية واضحة تضاف إلى سلسلة مواقف الاحتلال السابقة، سواء في رفض إقامة دولة فلسطينية أو في تصريحات قادته حول نية ضم الضفة الغربية. وأضاف أن “هذه الخطوة تعني من حيث المبدأ انتهاء مشروع الدولة الفلسطينية، وإعلاناً عن دفن اتفاق أوسلو عملياً بعد القضاء على أحد جناحيه، وهو قطاع غزة، عبر الحرب الدموية الأخيرة”.
الضمانات الأميركية مجرد غطاء شكلي
وأشار أبو طير إلى أن الضمانات الأميركية بعدم ضم الضفة ليست سوى “ضمانات شكلية لغايات سياسية مؤقتة”، موضحاً أن الرئيس الأميركي نفسه صرّح مؤخراً بأنه يتفهم رفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية. وقال: “هذا يعني فعلياً أنه لا توجد أرض مخصصة لدولة فلسطينية، وأن واشنطن وتل أبيب تتفهمان بعضهما حول الهدف النهائي في المنطقة”.
إسرائيل تسعى لتفكيك الضفة إلى كانتونات
وبيّن أبو طير أن مشكلة الاحتلال اليوم مع الضفة الغربية “تحولت إلى مشكلة سكانية”، حيث تسعى إسرائيل ـ بحسبه ـ إلى تفريغ الضفة من سكانها عبر التهجير أو تفكيكها إلى إدارات محلية منفصلة لا تربطها أي صلة ببعضها البعض. وشدد على أن “عمليات الاستيطان تضاعفت منذ اتفاق أوسلو بأكثر من 30%، ما يعني أن الاحتلال استغل عملية السلام لتكريس وجوده في الضفة، وليس لتهيئة قيام الدولة الفلسطينية”.
الخطر يمتد إلى الأردن
وفي سياق آخر، حذّر أبو طير من أن الارتداد الإقليمي لمشروع الضم خطير جداً على الأردن، موضحاً أن عدم قيام دولة فلسطينية سيدفع إسرائيل لمحاولة استدراج الأردن إلى مساحات سياسية لا يريدها. وقال: “السيناريوهات تشمل محاولات تحميل الأردن كلفة ما يجري داخل الضفة، أو تصدير الأزمة إليه عبر التهجير، أو حتى إقامة وطن بديل داخل الأراضي الأردنية، وهو ما يشكل ضغطاً حقيقياً على خاصرة الأردن”.
مستقبل ضبابي وتصعيد قادم
واختتم أبو طير حديثه بالتأكيد على أن فلسطين لن تهدأ في ظل ما تشهده من تهديدات في غزة والقدس والضفة الغربية. وقال: “حتى وإن تراجعت إسرائيل شكلياً تحت ضغط أميركي علني، فإن التنسيق بينهما قائم حول الهدف النهائي. الركون إلى هذه الضمانات مجرد إضاعة للوقت، والمشروع الإسرائيلي ماضٍ نحو السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وتفكيك الهوية الفلسطينية”.
المصدر:
بكرا