خيراً فعلت لجنة جائزة نوبل باستبعاد الرئيس الأمريكي ترامب عن جائزة نوبل للسلام لهذا العام ونأمل أن تبقى على موقفها هذا في العام المقبل، لأن شهية ترامب ستظل مفتوحة على هذه الجائزة حتى في العام القادم، أسوة بالرئيس الأمريكي الأسود الأسبق أوباما، فما بالك إذا كان الرئيس "أمريكي أبيض بامتياز وصهيوني بامتياز."
الزميل الصديق رجا طلب أحد كبار المحللين السياسيين في العالم العربي يقول في مقال له: ان ترامب وضع عينه على جائزة نوبل للسلام " التى تٌخلد من ينالها في التاريخ، ويريد ان يكرس نفسه كرئيس اميركي اخر حصل عليها، مثل عدوه اللدود (صاحب البشرة السوداء) اوباما، فترامب لا ينظر للرئيس اوباما نظرة عنصرية وطبقية فقط، بل هناك دوافع سيكولوجية خطيرة في خلفية هذا العداء ابرزها ان اوباما هو رجل مثقف ومتحدث لبق، وهذه صفات يفتقدها ترامب ".
لكن من جهة ثانية، كان ترامب يعرف في قرارة نفسه انه لن يحصل على الجائزة واعترف هو شخصيا بذلك بقوله الشهر الماضي لقادة عسكريين أمريكيين كبار: "هل سنحصل على جائزة نوبل؟ قطعا لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئا على الإطلاق." هذه المرة صدق ترامب. فقد صرح المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونغ في منشور له على منصة إكس قوله:" "لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام".
لجنة جائز ة نوبل قررت منح جائزة السلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية اريا كورينا ماتشادو كونها معارضة فقط للرئيس الفنزويلي مادورو المنتخب ديمقراطيا والذي رقض وضع نفسه تحت عباءة ترامب ويعارض سياسته بشكل عام وسياسته في الشرق الأوسط بشكل خاص. إذاً إن منح هذه الجائزة لا يعتمد على مبدأ بل هو انتقائية. فما علاقة سياسية معارضة لنهج رئيس فنزويلا بالسلام؟ وماذا فعلت هذه المعارضة للسلام العالمي سوى انها تريد تطبيق سياسة ترامب في بلدها إضافة الى انها داعمة لإسرائيل؟
على كل حال، غزة وحدها هي الفائزة بكل الجوائز غير المعلنة:
فهي الفائزة بجائزة الصبر وجائزة تحمّل القهر والاستبداد وجائزة التجويع وجائزة عدد القتلى وجائزة التخاذل العربي والاسلامي. غزة ربحت معركة الصمود في الأرض، والثبات على المبادئ، وجائزة مواجهة أكبر قوة عسكرية في المنطقة. وأخيرا وليس آخراً غزة الفلسطينية أجبرت ترامب على العمل بجدية من أجل وقف الحرب. لماذا؟
كافة المؤشرات تدل على أن نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه عسكريا وخسر الرأي العام العالمي. محلل سياسي عربي يقول: بعد سنتين من حرب نتنياهو على غزة بالسلاح الأميركيّ، عجز عن تحقيق نصر عسكريّ واضح. إذاً، غزة هي المنتصرة. والانتصار ليس فقط عسكرياً والعجز عن تحقيقه هو انتصار للطرف الآخر.
لا يوجد انسان عاقل يرفض السلام لكن ليس السلام الخادع، والجميع يرحب بوقف إطلاق النار في غزة. ولكن الوقف الشامل بكل معنى الكلمة. التجارب أثبتت لنا ان كل عمليات التفاوض مع اسرائيل والولايات المتحدة لم يتم الالتزام بهما أمريكياً وإسرائيلياً، ولذلك فإن التخوف من غدر التحالف الأمريكي الإسرائيلي
هو تخوف مشروع. وقد غدر هذا التحالف بلبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتنصل الوسيط الأمريكي بحجة عدم إمكانية الضغط على إسرائيل.
قد تنتهي الحرب على غزة وقد تستمر، لكن غزة لم ولن تنتهي.
نقطة أول السطر.
المصدر:
كل العرب