أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد ابو علان لموقع بكرا أن استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أمر متوقع، موضحا أن دولة الاحتلال لم تعد تلتزم بأي اتفاقيات سياسية أو أمنية.
وأضاف أن هذا القصف يأتي تفسيرا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أطلقها عقب توقيع المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب على غزة، حين قال إن الحرب لم تنتهِ بعد.
واشار ابو علان إلى أن ما يجري على الأرض يعكس بوضوح نية إسرائيل الاستمرار في العمليات العسكرية رغم الإعلان عن انتهاء الحرب رسميا.
وأوضح أن العمليات القتالية لم تتوقف فعليا في عدد من المناطق، وأن غزة لا تزال ساحة نشطة لهذه العمليات، معتبرا أن هذا هو المعنى الحقيقي لاستمرار القصف الإسرائيلي.
وأشار ابو علان إلى أن العدوان لا يقتصر على القصف المباشر، بل يترافق مع إجراءات إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى زيادة المعاناة الإنسانية في القطاع، منها فرض مزيد من العقوبات وتشديد الحصار، واستمرار إغلاق معبر رفح، إلى جانب منع إدخال المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية والمستلزمات الثقيلة الضرورية لإعادة الإعمار.
وأضاف أن استمرار القصف والمحدود على بعض المناطق في القطاع يأتي في إطار تكريس سياسة إسرائيلية جديدة تُطبق أيضا في جنوب لبنان، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية محدودة رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، بحجة منع حزب الله من إعادة بناء قدراته.
وأشار ابو علان إلى أن إسرائيل تسعى لتطبيق النهج ذاته في غزة، بحيث تستمر الحرب ولكن بشكل مختلف، يعتمد على عمليات اغتيال وغارات متفرقة واقتحامات محدودة، دون العودة إلى الحرب الشاملة كما كانت قبل توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق.
واكد ابو علان إن ما يجري في غزة اليوم يمثل تكريسا للسياسة الإسرائيلية الجديدة القائمة على إدارة الصراع لا حسمه، من خلال إبقاء التوتر الأمني والعسكري قائما بشكل دائم في كل من قطاع غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية.