آخر الأخبار

سباق الفضاء: حين تتحول المنافسة بين الصين وأمريكا إلى اختبار لقيادة العالم

شارك

بعد 4 أعوام سيشاهد الملايين حول العالم لحظة هبوط أول طاقم صيني على سطح القمر، وربما سيشعر البعض أن المشهد مجرد إعادة لسباق أمريكي سوفييتي قديم، لكن الحقيقة أن ما يحدث اليوم ليس تكرارًا للتاريخ، بل فصل جديد فيه؛ فصل تتداخل فيه التكنولوجيا مع السياسة، والأحلام مع مخاوف الهيمنة.

الغريب أننا ننظر إلى هذا السباق الفضائي بعيون أرضية ضيقة، فنراه امتداداً لتنافس القوتين العظميين على الموارد والنفوذ، وكأننا ننقل نزاعاتنا المعتادة إلى عالم آخر لكن القمر ليس ساحة محايدة، إنه مرآة مظلمة تعكس أعماق مخاوفنا وطموحاتنا غير المحدودة.

الصين تسير بخطى ثابتة ومخطط محكم، بينما تحاول أمريكا إحياء أمجاد ماضيها. وهذا بحد ذاته ليس سباقاً تقليدياً، بل هو تحول في مفهوم القوة ذاتها فمن يسيطر على بوابة الفضاء، يكتب مستقبل القرن القادم.

وأرى أن هذا التنافس، رغم مخاطره، قد يكون الدافع الأخير الذي تحتاجه البشرية لتتجاوز حالة الركود التي تعيشها فبدلاً من أن نرتعب من احتمالية الصراع، علينا أن نستلهم منها الطاقة للإبداع فالمشكلة ليست فيمن سيكون الأول، بل في ماذا سنفعل عندما نصل جميعاً هل سنعيد تقسيم القمر إلى مناطق نفوذ، أم سنبعد أنفسنا قليلاً لنرى الأرض بكاملها وطننا الوحيد.

أتساءل، وأنا أتابع هذه الاستعدادات، متى سيكون للعرب وجود في هذه المعادلة، ليس بدافع القومية الضيقة، بل بدافع الحضارة التي كانت تبحث يوماً عن المعرفة في كل مكان أتمنى أن أرى يوماً ما بعثات عربية تشارك في بناء هذا المستقبل، ليس كمنافسين، بل كشركاء في رحلة الإنسان التي تتجاوز الحدود.

وفي النهاية، قد يكون السؤال الأهم: هل يمكن لبرودة الفضاء أن تبرد حرارة التنافس على الأرض، أم أنها ستضيف وقوداً جديداً له؟ الجواب لا يزال بين أيدينا، فربما تكون الفرصة الأخيرة لنجلس معاً على مائدة الإنسانية قبل أن يفوت الأوان.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا