ترامب "سطحي جاهل وحمار إسرائيل"
الإعلامي أحمد حازم
كلمات عنوان المقال ليست لي. فأنا اقتبستها من مقال لأحد أبناء جلدة نتنياهو المغرمين جداً بالرئيس الأمريكي ترامب. في تحليل له في صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن ترامب وخطابه في الكنيست، يقول المحلل الإسرائيليّ، ناحوم بارنيع، صراحة: ان "ترامب هو مُخلّصنا وحمارنا في آنٍ واحد." ولم يكتف المحلل بـ"حمرنة" ترامب بل ذهب الى أبعد من ذلك بقوله عن ترامب:" لقد عشق ترامب حلّ صراعٍ لم يحلّه أحد قبله، وهذا أمرٌ مثيرٌ للاهتمام وأسلحته هي جهله وسطحيته وفظاظته."
المغني الشعبي المصري سعد الصغير فاجأ جمهوره عام 2006 بأغنية "أنا بحبك يا حمار" والتي يقول مطلعها:" باحبك يا حمار.. و لعلمك يا حمار/ د انا بازعل اوى لما..حد يقول لك يا حمار". واضح أن كلمة حمار تأتي هنا في إطار تعبير عن الحب وليس الإهانة كما هو متعارف عليه في استعمالها، لدرجة أن هذه الاغنية لاقت رواجاً عند" العشاق الحمير" من العرب وأصبحنا نسمعها في حفلات زفاف بما يعني أن الداخلة الى قفص الزواج تحب حمارها (العريس.)
ويبدو أن المحلل تأثر بالأغنية أو أن أفكاره جاءت (صدفة) متناسقة مع كلمات اغنية سعد الصغير، واختار "حمرنة" ترامب كدليل على حبه له بدليل الإشادة به بقوله:" “يبدو أنّ أسلوب ترامب هو الأفضل. بالنظر إلى المستقبل، يحمل المؤتمر الذي دعا إليه ترامب في شرم الشيخ إمكاناتٍ تاريخيّةٍ، وإمكاناتٌ لم تتحقق بعد. إنّه إشارة البدء لعمليةٍ لا تهدف فقط إلى إعادة إعمار قطاع غزة، بل إلى بناء تحالفٍ شرق أوسطي جديد، بقيادة ترامب”.
وبالرغم من ان بارنيع لم يذكر لنا شكل هذا الشرق الأوسط الجديد، إلاّ أنه اقتبس جملة مهمة قالها ترامب تضمنت شرطاً لانضمام إسرائيل لهذا التحالف بقوله:" “إسرائيل ستنضم بشرط أن تُحسِّن التصرف" فماذا قصد ترامب من كلمة "التصرف؟" هل هو التصرف تجاه غزة أم التصرف مع ترامب؟ إلاّ أن ترامب أفهم نتنياهو بكل صراحة أن " أيام إسرائيل كقوةٍ متنمرةٍ حيويةٍ في الجوار، تُواجِه إيران وحزب الله، وحتى حماس، باتت معدودةً. " كما اعترف بكل وضوح أن المال الخليجي هو المستقبل بقوله:" ستُشكِّل أموال النفط العربيّة والقوة العسكريّة الأمريكيّة أساس التحالف الجديد”
المحلل يارنيع ورغم عشقه لترامب، انتقد خطابه في الكنيست بقوله:" كان خطابه في الكنيست مُحرجًا، بطوله وثرثرته وتعليقاته اللاذعة عن أسلافه، لا يوجد انضباط، اللغة منخفضة بشكلٍ مُحرجٍ، الكلمات الصحيحة مُحاطة ببحرٍ من الكلمات غير الضرورية." ان هذا الوصف لخطاب ترامب يعطي صورة واضحة لمستوى الثقافة العامة المتدنية لترامب.
ليس هذا فقط. فالرئيس الأمريكي غريب الأطوار لدرجة أن البروفيسور جون جارتنر، أستاذ علم النفس بجامعة جونز هوبكنز، قال في مقابلة مع "US News" ان ترامب يعاني من اضطراب "النرجسية الخبيثة Malignant Narcissism" وهو اضطراب نفسي خطير غير قابل للشفاء. وأشار جارتنر إلى أن ترامب يظهر سمات مرضية أخرى مثل العظمة المرضية (Grandiosity)، والسادية (Sadism)، والعدوانية (Aggressiveness)، والبارانويا (Paranoia)، والسلوك المضاد للمجتمع (Antisocial behavior).
فكيف ستكون الممارسة السياسية لرئيس يتمتع بهذه الصفات مثل ترامب؟