آخر الأخبار

في مسرحية خطاب الكنيست... ترامب يخرج عن النص ليطلب العفو عن نتنياهو

شارك

نحن نعيش في وقت أصبحت فيه المصالح هي السائدة في المجتمع، فلا خدمة من دون هدف، ولا عمل من دون عملٍ مقابل، حتى بات المثل القائل: "حكّ لي.. لأحكّ لك" هو السائد في كثير من التعامل بين الأفراد. وهذا ما ينطبق فعلاً على ترامب ونتنياهو. لماذا؟ اسمعوا الحكاية:
بعد ساعات من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أميركية ووساطة قطرية مصرية تركية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن، كتب نتنياهو في منشوره على منصة إكس: "امنحوا دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام إنه يستحقها". بعدها قال ترامب أمام الوفود المشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة: "الجميع يقول إنني يجب أن أحصل على جائزة نوبل للسلام". في الحقيقة لا يوجد "جميع" بل "واحد" فقط اقترح ذلك وهو نتنياهو.
وعلى طريقة رد الجميل، لم ينس ترامب ما اقترحه نتنياهو. وفي السياسة لكل شيء ثمن وكل عمل له مقابل. فخلال القاء كلمته في الكنيست خرج ترامب عن النص البروتوكولي في كلمته. والمتعارف عليه، أن الذي يخرج عن النص هو الممثل المسرحي، وهكذا فعل الممثل ترامب في مسرحية "خطاب الكنيست".
تقول آنا بارسكي، المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف"، في مقال لها: "تخلى ترامب عن أوراق النص المكتوبة وانطلق للانزلاق إلى عوالم جديدة غير مخطط لها، ومفاجئة أحيانا، ومحرجة في أحيان أخرى، مثل الدعوة الودية للرئيس يستحاق هرتسوغ للنظر في العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا: ماذا فعل بالفعل؟ شمبانيا وسجائر؟ من السخافة التحدث عن هذا على الإطلاق".
واضح تماما أن مطلب ترامب يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي الإسرائيلي، إذ من ناحية بروتوكولية وسياسية لا يحق لرئيس زائر التدخل في شأن داخلي للدولة التي يزورها. لكن ترامب حالة استثنائية لأن اسرائيل لا تعتبره "ابن بيت" بل "أبو البيت" يعني (BOSS) يحق له ما لا يحق لغيره.
المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف" ذهبت الى أبعد من ذلك في مقالها إذ تحدثت عن أشياء شفوية تعهد بها نتنياهو لم يعلن عنها في الاتفاق. وقالت "لا يمكن معرفة ما قصده الرئيس بالضبط عندما قال للصحفيين المرافقين له: "بالإضافة إلى ما تم التوقيع عليه على الورق في اتفاق إنهاء الحرب، هناك عدد لا بأس به من الأشياء التي تم الاتفاق عليها شفويا، والتي تم التعهد بها شفويا". وتساءلت:" ما الذي تعهد به نتنياهو بالضبط ولم يُكتب في الوثيقة قد نعرفه لاحقا، وقد نكتشفه على أرض الواقع".
السؤال الذي يطرح نفسه: أليس طلب ترامب هو الوقاحة بعينها في التدخل في شأن داخلي إسرائيلي؟ أوليس عيبا على المعارضة والحكومة التصفيق لترامب عند طلبه هذا من هيرتسوغ؟ وسؤال آخر عما إذا كان ترامب قد قام بالتنسيق مسبقا مع نتنياهو فيما يتعلق بطلبه من الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ، وعما إذا كان هيرتسوغ سيستجيب لطلبه؟ على ذلك أجابني عضو الكنيست الدكتور أحمد طيبي، بأن الرئيس الإسرائيلي غير مخول بالعفو عن نتنياهو قبل إصدار حكم عليه، مؤكداً انه تم بالفعل تنسيق مسبق مع ترامب قام به دريمر ونتنياهو.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا