آخر الأخبار

ابنة وأشقاء المرحومة حشمة كناعنة أبو ريا من عرابة: ‘كانت مثالا للمربية الفاضلة والأم الحنونة‘

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

لا زالت أجواء الحزن تخيّم على مدرسة ابن رشد في عرابة، وعلى عائلة المعلمة حشمة خالد كناعنة أبو ريا، بعد رحيلها المفاجئ بنوبة قلبية ألمّت بها وهي تمارس رسالتها النبيلة داخل أسوار المدرسة.

ابنة وأشقاء المرحومة حشمة كناعنة أبو ريا من عرابة: ‘كانت مثالا للمربية الفاضلة والأم الحنونة‘

المربية التي عرفها الجميع بابتسامتها الهادئة وطيبة قلبها، تركت خلفها فراغًا كبيرًا، ووجعًا لا يوصف في قلب كل من أحبّها… في المدرسة، يفتقدها الطلاب في الصف، والزملاء في غرفة المعلمين، وفي البيت تفتقدها العائلة أمًّا وأختًا وسندًا.

في بيت العائلة، خيّم الصمت، واختلطت الدموع بذكريات لا تُعدّ ولا تُنسى.. هناك، بين صورها وصدى ضحكتها، التقت قناة هلا بابنتها وأشقائها، في حديثٍ اختلط فيه الفخر بالألم، والدمعة بالكلمة.

وقالت سالي كناعنة ابنة المرحومة المربية حشمة كناعنة أبو ريا لقناة هلا : " كنت في المدرسة وكان علي حصة بيولوجيا ، وقالت لي المعلمة أن والدتي مريضة وسنقوم بايصالك الى البيت ، فقلت لها انتظري حتى تنتهي الحصة السابعة لانه كان لدي امتحان عبري ، لكنها قالت لي لا الان يجب أن تعودي الى البيت . وعندها شككت في الأمرلأنها لو كانت متعبة قليلا لن يقوموا بايصالي الى البيت فورا ، وعندما عدت لم يدعني أخي أدخل الى البيت وأخذني الى بيته الموجود أسفل بيتنا ، وبعد ربع ساعة نادوا علي وجاءت صديقة أختي وأخذتني من بيت أخي لكنني شاهدت أناسا كثيرين عند بيتنا ، فقلت من المستحيل أن تكون أمي متعبة قليلا ويوجد أناس كثر هكذا أمام البيت، وعندما عدت من خلف البيت رأيت زوج أختي وسألتني صديقة أختي هل تفهمين ماذا يحدث، فقلت لها نعم أمي متعبة قليلا ، وجئت الى هنا ووجدت الكل يبكي وسألتهم ما الأمر ودخلت الى البيت ووجدت خالاتي وأخي والكل يبكون ، فاحتضنت أخي وسألته ماذا حصل ، فقال لي أمي أصابتها نوبة قلبية وتوفت " .

وأضافت : "أمي كانت بصحة جيدة وفي يوم وفاتها استفقت متأخرة ولم أستطيع الحديث معها ، لكنها بشكل عام تهتم كثيرا بدراستي وكانت تهم بي كثيرا وأحبها كثيرا ، الله يرحمها . أكثر شيء يذكرني بها ملابسها ، فمن المستحيل أن ينكبوا وسأبقيهم ، وكانت أيضا تجيد الطبخ كثيرا فهناك بعض الاكلات كانت هي من تجيدها فقط مثل الكبة " .

وتابعت بالقول: " كنت أسكن معها وحدي فاخوتي متزوجين وأنا الوحيدة عندها في المنزل، وكنا أغلب الوقت لوحدنا، ولم أتوقع أبدا ان يحدث لها ما حدث فهي صغيرة ولما تعاني من شيء ، كانت تعاني من السكري لكن من غير الممكن أن يقتلها هكذا ، لذلك كانت وفاتها صدمة كبيرة . صعب جدا أن أستوعب وفاتها وأشعر أنني لن أستوعب ذلك في وقت قريب " .

من جانبها، أوضحت د. رسمية أبو ربيعة شقيقة المرحومة : " تلقيت الخبر من أخي عندما حدث معها ذلك في المدرسة وحاولوا انعاشها وفهمنا أن الوضع صعب، فاتصل بي حتى أستطيع رؤيتها لأنني أسكن بعيدا ، وحتى أكون في رعبة في الوقت لأنه يعرف أن علاقتنا قوية جدا ونحب بعضنا كثيرا، وحتى نكون مع بعضنا البعض في هذه الظروف الصعبة والحزينة " .

وأضافت: " لا يمكنني أن أنتهي من الحديث عن أختي المربية حشمة ، منذ بداية طفولتها حتى أصبحت معلمة ناجحة ، وعن الأم الحنونة والمرأة المثابرة والمجاهدة ، فرغم أنها تزوجت وهي لم تكمل صف 12 ، الا أنها بعد ذلك أكملت دراستها وحصلت على البجروت وثابرت وتعلمت وسهرت في الظروف الاقتصادية الصعبة ، حيث تحدت كل الظروف حتى تكون معلمة ونجحت في ذلك ، وتحدث القوانين بسبب عدم توفر وظائف في الشمال فذهبت الى الجنوب وكان الامر صعبا جدا عليها حيث كانت بعيدة عن عائلتها ، الا انها بالرغم من كل ذلك ثابرت وصمدت ونجحت وأثبتت نفسها في مهنتها ،ومن حبها لمهنتها ماتت في مهنتها " .

ومضت شقيقة المرحومة بالقول: " اخر حديث بيننا كان في الأسبوع الماضي حيث كانت لدينا مناسبة سعيدة في بيت أخي ، حيث احتفلنا بخطبة ابن اخي وأعددنا العشاء سويا وتناولناه سويا، وضحكنا ومزحنا ، وكانت أمسية جميلة جدا ، ودائما نتحدث مع بعضنا البعض فنحن عائلة مترابطة جدا ونحب بعضنا البعض، ولهذا السبب كان الموضوع صعبا علينا كثيرا . حشمة هي الأم الحنونة والأخت الخلوقة والقلب الطيب والمعلمة المخلصة ، فمهما تحدثت عنها لن أستطيع أن أوفيها حقها . أكثر ما يذكرني بها بساطتها وطيبة قلبها ومحبتها لكل الناس فدائما كانت تضحك وتجعل من حولها يضحك وسعيدا " .

وفي حديث مع المربي عكرمة أبو ريا شقيق المرحومة حشمة كناعنة أبو ريا، قال: " فقدنا انسانة غالية جدا ومربية فاضلة وأختا عزيزة ، كانت صدمة علينا أن نفقدها بهذا العمر، لا زالت صغيرة 58 عاما ، فقدنا انسانة حنونة وأما ومربية مثالية وملتزمة لعملها ، كانت من أول الحاضرين للمدرسة ، حتى بهذا اليوم لم تقبل أن تغيب عن المدرسة وذهبت اليها وطلبت اذنا عند الحصة السادسة حتى تذهب الى الطبيب ، فكانت ملتزمة وجدية في عملها ، وكانت تحمل رسالة مقدسة . عرفناها انسانة وأما حنونة لبيتها وعلمت أولادها وربتهم وزوجتهم ، كانت صدمة كبيرة ، رحمها الله " .

مصدر الصورة مصدر الصورة مصدر الصورة

مصدر الصورة

بانيت المصدر: بانيت
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا