أكد رئيس مؤسسة اميل توما للدراسات، ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عصام مخول في مقابلة مع موقع بكرا أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تُظهر محاولة لإبعاد القضية الفلسطينية عن المشهد الإعلامي والسياسي الدولي. وقال مخول: «ترامب وعد إسرائيل بأن تخرج من مأزقها أقوى وأكبر»، مضيفًا أن حضوره إلى قمة شرم الشيخ كان «كمن يعمل بالتهريب، لتهريب القضية الفلسطينية وإسقاطها من جدول الإعلام».
وأشار المخول إلى أن وعود ترامب بـ«حل الصراع» لا تتناول جوهر القضية الفلسطينية، معتبرًا أن ما يُطرح من حلول «يستهدف العلاقات بين إسرائيل ودول غنية في الشرق الأوسط وليس بين إسرائيل والشعب الفلسطيني». وانتقد المقترحات الدولية والإقليمية البديلة لإدارة الشأن الفلسطيني، واصفًا مجلس السلام الذي يقترحه ترامب لإدارة غزة والعلاقات الإقليمية بأنه «مشروع للقفز فوق الشعب الفلسطيني وفوق مجلس الأمن والمؤسسات الدولية وخلق هيئات دولية على شاكلته ومقاساته».
وشدّد مخول على أن «لن يهنأ الشرق الأوسط بالسلام والتقدم إلا عندما يتم الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الفلسطيني»، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية «لا تنتهي على حدود غزة» بل هي أفق سياسي وإنساني أوسع. وأضاف: «أكثر ما يرعب الاحتلال الإسرائيلي هو انكشاف العالم على الأعماق الإنسانية لنضال الشعب الفلسطيني».
ودعا المخول إلى تحريك القواعد الشعبية الفلسطينية والإقليمية، قائلًا: «التحدي في هذه المرحلة يتمثل في إطلاق طاقات وثقل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة للمشاركة الفعلية في خلق فرصة لتخليص الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال والمشاريع العقارية والاستثمارية الإمبريالية». وختم تصريحاته بالقول: «الحق الإنساني للفلسطيني في حياة كريمة متصل بحقوقه في البحر والنهر والفضاء… هذا البحر لي!».
وأكد مخول في الختام أن أي حل مستدام «لا يمكن أن يقوم على إقصاء الشعب الفلسطيني أو استبدال المؤسسات الدولية بمشاريع انتقائية»، مشددًا على أن «الطريق إلى سلام حقيقي يمر عبر الاعتراف بالحقوق القومية وإشراك الفلسطينيين في صنع قرارهم السياسي».