بدأت قوات أميركية في الوصول إلى إسرائيل كجزء من جهود لإنشاء مركز تنسيق مدني عسكري لمراقبة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، بحسب ما نقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي.
وذكرت الشبكة الأميركية أن ما يصل إلى 200 جندي أميركي سيكونون على الأرض في إسرائيل لمراقبة تنفيذ خطة غزة، على الرغم من عدم وجود قوات أميركية في القطاع الفلسطيني.
وتوقع مسؤول أميركي أن تكون هذه المجموعة الكاملة المكونة من حوالي 200 جندي في مكانها بحلول الأحد.
وأضاف المسؤول أن بعض العسكريين البالغ عددهم 200 شخص سيعاد توزيعهم من أماكن تواجدهم في الشرق الأوسط، بينما يأتي آخرون من الولايات المتحدة.
ولفت المسؤول إلى أنه لم يتم تحديد موقع مركز التنسيق، مؤكداً أن الجهود في مراحلها الأولى جداً وستستغرق وقتاً لإنشائها. وأوضح: "سيستغرق الأمر بضعة أيام - أسابيع - لإعداد هذا بالكامل (...) هذا لن يحدث بين عشية وضحاها".
وأشار المسؤول إلى أن القوات ستركز على المساعدة في تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية وكذلك المساعدات الأمنية إلى غزة. وأضاف أن أفراد الخدمة الأميركية سيراقبون أيضاً "الجهود المبذولة لتحقيق الحكم المدني في غزة".
وسيستخدم العديد من الشركاء الدوليين مركز التنسيق، بما في ذلك بلدان ومنظمات غير حكومية وشركاء من القطاع الخاص، بحسب CNN.واعتبر المسؤول أن المركز سيتيح الفرصة للجميع للالتقاء والتعاون والتنسيق، "حتى لا يكون لديك مجموعة من الأشخاص الذين يتدفقون في محاولة لفعل الصواب، وهم في الواقع يلحقون المزيد من الضرر لأنهم لا يعملون في نفس الاتجاه ولا ينسقون".
وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ستنشر ما يصل إلى 200 عسكري في إسرائيل لتأسيس قوة مهام لدعم جهود الاستقرار في غزة، مضيفين أنه من غير المتوقع نشر أي أميركيين في القطاع الفلسطيني.
وقالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، إن العسكريين الأميركيين سيكلَفون بمراقبة اتفاق غزة من إسرائيل، وسيعملون مع القوات الدولية الأخرى على الأرض.وأوضح المسؤولان أن المركز المشترك سيتولى التنسيق مع القوات الإسرائيلية والقوات الأمنية الأخرى لتجنب وقوع اشتباكات.
انتقال الحكم في غزة
وأعلن ترمب، الخميس، توقيع إسرائيل و"حماس" على خطته للسلام المكونة من 20 بنداً، والتي تتضمن إطلاق سراح المحتجزين دفعة واحدة، بالتزامن مع انسحاب جزئي، وتخلي حركة "حماس" عن السلاح وحكم القطاع، وصولاً إلى إنهاء الحرب على غزة.
وسائل إعلام إسرائيلية تنشر نص اتفاق وقف الحرب في غزة
نشرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان" النص الكامل للاتفاق الذي وقعته إسرائيل وحركة "حماس"، ويقضي بوقف شامل للحرب في قطاع غزة.
وتنص "خطة ترمب" على إدارة غزة بموجب حكم انتقالي من قِبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى إدارة الخدمات العامة والشؤون المحلية لسكان غزة، وذلك تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "مجلس السلام"، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع أعضاء ورؤساء دول يُعلن عنهم لاحقاً.
كما تشير الخطة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير "قوة استقرار دولية مؤقتة" (Temporary International Stabilization Force) تُنشر فوراً في غزة، على أن تقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي جرى التحقق من أهليتها، بالتشاور مع الأردن ومصر.وتتضمن الخطة عمل قوات (ISF) مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً.
وقف إطلاق النار
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش)، فيما بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهجورة والمدمرة.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق مع حركة "حماس" في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ما مهد الطريق لانسحاب جزئي للقوات ووقف الأعمال القتالية في قطاع غزة خلال 24 ساعة.
ومن المتوقع أن تُفرج حماس عن المحتجزين الإسرائيليين العشرين الأحياء خلال 72 ساعة، وبعد ذلك ستُفرج إسرائيل عن 250 فلسطينياً يقضون عقوبات طويلة في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1700 آخرين كانوا محتجزين في غزة خلال الحرب.
وتنص المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق الحضرية الرئيسية في القطاع مع استمرار سيطرتها على نحو نصف أراضيه.
وبمجرد بدء تنفيذ الاتفاق، ستتدفق شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع لإغاثة السكان الذين يعيش مئات الآلاف منهم في خيام بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منازلهم وأحالت مدنا بأكملها إلى ركام.
وفي خطاب بثه التلفزيون، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة لضمان نزع سلاح القطاع وتجريد حماس من أسلحتها في المراحل اللاحقة من خطة ترمب "إذا تحقق ذلك بالطريقة السهلة فسيكون ذلك جيداً، وإن لم يتحقق، فسيكون ذلك بالطريقة الصعبة".
وقال خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة إنه تلقى ضمانات من الولايات المتحدة ووسطاء بانتهاء الحرب. وذكر أن الحركة تسلمت "ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأميركية مؤكدين جميعاً أن الحرب قد انتهت بشكل تام".