آخر الأخبار

كيف يكفر من يوالي محمدا صلى الله عليه وسلم/ بقلم: محمد شريف عودة- أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية

شارك

مما لا شك فيه أن التعريف المقبول للمسلم، والذي يجب أخذه والعمل به، ينبغي أن يكون ثابتا من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية القطعية التي لا يردها القرآن الكريم ولا يعارضها، والذي تؤكد عليه السنة النبوية، وثبت أنه كان معمولا به في العصر النبوي وفي عصر الخلفاء الراشدين. وهذه القاعدة المتينة هي التي تحفظ من الزيغ أو الزلل والسقوط في هوة بدعة تكفير المسلمين المشؤومة، وإن الانحراف عن هذه القاعدة يفتح أبواب دمار وحدة الأمة الإسلامية وكيانها.
إن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قد بين تعريف الإسلام من خلال بيان أركانه الخمسة في حديث جبريل المشهور كما يلي:
"الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَأَنّ مُحَمّدا رَسُولُ اللّهِ، وَتُقِيمَ الصّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجّ الْبَيْتَ، إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ: صَدَقْتَ" (مسلم، كتاب الإيمان)
إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد زاد الأمر بيانا وتوضيحا حتى لا يترك مجالا للتلاعب بتعريف المسلم الذي تثبت له حقوق الإسلام ولا يجوز لأحد أن ينصب نفسه قاضيا على إيمانه .. فقد ثبت عن أنس ابن مالك أنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، الذي له ذمة الله وذمّة رسوله، فلا تُخفِروا اللهَ في ذمته." (البخاري، كتاب الصلاة، باب فضل استقبال القبلة).
وبذلك وضع النبي صلى الله عليه وسلم الأساس النظري لتعريف المسلم ..ثم بين ذلك بوضع الأساس العملي من خلال حادث شهير في سيرته العطرة :
يقول أسامة بن زيد:"بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَرِيَّة. فصبحنا الحرقات من جهينة. فأدركت رجلا. فقال: "لا إله إلا الله". فطعنته. فوقع في نفسي من ذلك. فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقال: لا إله ألا الله وقتلته؟ " قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا". فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ." (مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله).
الحق أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل مجرد الإعلان عن الإسلام تلفظا هو دليل كاف لاعتبار الشخص مسلما وعده من المسلمين ، فقد ورد عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالْإِسْلَامِ مِنْ النَّاسِ فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةِ رَجُلٍ فَقُلْنَا نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهُوَ خَائِفٌ
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَ مِائَةٍ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَا بَيْنَ سِتِّ مِائَةٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ.
وهذا ليس غريبا إذ أن القرآن الكريم نفسه قد أرسى هذا المبدأ ، وما حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا تأكيد لمبدأ القرآن الكريم القائل :
"ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا"
فأي جرأة على القرآن الكريم وعلى خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن يدعي أحد أن الإسلام لا يثبت إلا بشهادة محكمة شرعية أو باستجواب من عالم ديني !!
قل أأنتم أعلم أم الله.
فحذار ثم حذار من مخالفة القرآن الكريم والسنة النبوية في تعريف المسلم ، ووضع شروط للإسلام من عند بعض الشيوخ والعلماء ، فإن ذلك كان سببا لنشوء فكرة التكفير المدمرة التي لم يسلم منها حتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذ كفرهم الخوارج ، واستمرت تلك الآفة المقيتة سرطانا يهلك تماسك الأمة ووحدتها حتى يومنا هذا.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا