تُركز جولة الصحافة اليوم على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موافقة إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد حرباً متواصلة تجاوزت مدتها العامين.
وتناولت الصحف البريطانية هذا الإعلان، الذي جاء بعد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين استمرت أربعة أيام في شرم الشيخ في مصر، عبر تحليلات عدة، من بينها ما وصفه الكاتب، أندرو روث، في صحيفة الغارديان بأنه "قد يكون أكبر إنجاز دبلوماسي" لترامب خلال رئاسته الولايات المتحدة.
لكن "الشيطان يكمن في التفاصيل" التي لا تزال "غامضة" وفق الكاتب، غير أنه قال إن بياني إسرائيل وحماس "يحملان دلالة مهمة".
ورأى أن "هذه أفضل فرصة" لإنهاء الحرب في القطاع منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
وتحدث الكاتب عن المرحلة الأولى "الواضحة" من خطة ترامب للسلام التي تتضمن إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل انسحاب محدود للجيش الإسرائيلي، بيد أن الكاتب قال إن "العثور على جميع الرهائن وإدارة الانسحاب الإسرائيلي قد يكون أمراً معقداً".
ولا تزال هناك "الكثير من الأمور التي يجب مناقشتها"، بحسب الكاتب الذي قال إن خطة ترامب المكونة من 20 بنداً "تحاول تحقيق توازن بين تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار والتفاوض على نهاية دائمة للحرب".
لكن "لا تزال القضايا الشائكة بشأن مستقبل حماس وما إذا كانت الحركة المسلحة ستنزع سلاحها، إلى جانب رؤية إسرائيل لمستقبل غزة، بحاجة إلى تسوية"، وفقاً للكاتب.
وأشار الكاتب إلى أنه "لم يقل أحد إن حرب إسرائيل في غزة يجب أن تنتهي باتفاقيات سلام على غرار أوسلو، أو بمباحثات سياسية".
وأشار الكاتب إلى "لحظة مختلفة - رئيس أمريكي منحاز علناً ومتقلب، لكنه استخدم عدم القدرة على التنبؤ بتحركاته لإرباك حلفائه وأعدائه على حد سواء"، لافتاً إلى "رغبة ترامب في أن يرى نفسه كأول رئيس أمريكي يحصل على جائزة نوبل للسلام منذ باراك أوباما".
غير أن "التوترات القائمة واضحة"، وفق الكاتب، الذي استشهد باقتباس من بيان حماس بشأن موافقها على المرحلة الأولى من الخطة، فدعت الحركة ترامب والأطراف الأخرى إلى "إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلية بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة".
وتحدث الكاتب عن "مخاوف من استئناف إسرائيل للحرب بمجرد عودة الرهائن".
وفي المقابل، يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "اعتبارات سياسية" عليه التعامل معها وفقاً للكاتب، الذي رأى أنه يتعين على نتنياهو "إدارة رد فعل أعضاء حكومته من اليمين، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة حال وقف إطلاق النار".
وفيما يخطط ترامب لزيارة المنطقة لتوقيع الاتفاق، قال الكاتب إن الأمر قد يتطلب أن يستخدم الرئيس الأمريكي نفوذه لمنع انهيار المحادثات واستئناف الحرب، وهو ما سيشكل "هزيمة دبلوماسية لإدارته"، على حد تعبير الكاتب.
وفي صحيفة التايمز، قالت الكاتبة كاتي بولز إن التوصل إلى اتفاق يشكل "إنجازا" لترامب بعد 8 أشهر من المفاوضات المتعثرة منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وتحدثت الكاتبة عن "تفاؤل حذر" في البيت الأبيض بأن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين وصلت إلى نقطة تحول، مع تأكيد مسؤولي حماس وإسرائيل وقطر الموافقة على المرحلة الأولى من خطة ترامب.
ويقر مسؤولون في الإدارة الأمريكية بأن "الجزء الأصعب من الاتفاق لا يزال في بدايته"، حسب الكاتبة. ويأتي الاتفاق في وقت يشعر فيه ترامب بـ "إحباط متزايد بسبب التقدم البطيء في الصراعات الصعبة التي كان قد أعلن أنه قادر على حلها بعد فوزه" في الانتخابات.
وأشارت الكاتبة إلى أن ترامب وفريقه حريصون على توثيق هذا الإنجاز، خصوصاً في ظل مواصلة الحملة الساعية إلى منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام.
وفي واشنطن، أقر منتقدو ترامب بأن التوصل إلى اتفاق "تطور مهم"، وفقاً للكاتبة.
ورأت الكاتبة أن "اللحظة الفارقة" فيما يتعلق بالحرب جاءت بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، بينما كانت خطة ترامب قيد الإعداد مع صهره، جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، للعب "أدوار رئيسية خلف الكواليس".
وقالت الكاتبة إن الهجوم أثار "رد فعل غاضب" من دول الخليج التي أرادت من ترامب "تأديب إسرائيل بدلاً من مجرد توبيخها".
وذكرت الكاتبة أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وكوشنر اعتقدا أنه من الجيد "استغلال الأزمة كفرصة لإنهاء الحرب عبر استخدام الغضب المشترك للضغط على إسرائيل للاعتذار وتقديم تنازلات".
وتساءلت "هل ستستمر جميع الأطراف في الالتزام بالاتفاق؟"، مشيرة إلى الأمريكيين ينظرون أحياناً إلى إسرائيل على أنها الطرف الأقل استعداداً للتعاون.
وتحدثت عن "مؤشرات على توترات خفية"، مستندة إلى ما أورده موقع أكسيوس هذا الأسبوع، بأن "ترامب يجد نتنياهو صعب المراس فيما يتعلق بخطته للسلام".
ولهذا السبب، "فإن حتى المتفائلين في إدارة ترامب سيقولون إن الطريق لا يزال طويلاً"، حسب الكاتبة.
أما ترامب، الذي يرأس ما يُعرف بـ "مجلس السلام" في غزة وفقاً لخطته، فسيقع على عاتقه ومجلسه مسؤولية "إبقاء الخطة حية في الأسابيع والأشهر القادمة"، بحسب الكاتبة.
وفي صحيفة التلغراف، طرح الكاتب ممفيس باركر سؤالاً: "لماذا لن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام؟"، رغم التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
ونقل الكاتب عما وصفها بمصادر مطلعة بأن ترامب "لا يتوافق مع مبائ جائزة نوبل للسلام، وأن أسلوبه القيادي المثير للانقسام سيضر بمحاولته الحصول على الجائزة".
ووفقاً لهذه المصادر فإن "الاستعراض العسكري للرئيس وتخفيض المساعدات، وزيادة الرسوم الجمركية تتعارض مع روح الوئام الدولي التي سعى مؤسس الجائزة ألفريد نوبل إلى الترويج لها"، فيما سيعلن الجمعة عن الفائز بالجائزة من قائمة تضم 338 مرشحاً، حسب الكاتب.
ومارس الرئيس الأمريكي ضغوطاً على اللجنة النرويجية، المكونة من خمسة أعضاء، التي تمنح الجائزة، مدعياً أنه أوقف ستة حروب، ومشيراً إلى أن عدم فوزه سيشكل "إهانة" للولايات المتحدة.
وقال العضو السابق في لجنة الجائزة، هنريك سايز، إن "الضغوط التي قام بها ترامب غريبة جداً ... لأنه من النادر جداً أن يقوم أي شخص بحملة علنية مثل هذه".
وقال أمين السر في لجنة جائزة نوبل، كريستيان بيرغ هارفيكن، إن الضغوط "لن تؤثر على النتيجة".
ورأى الكاتب أن نجاح ترامب الأخير في الوصول إلى اتفاق بشأن غزة "قد لا يكون كافياً".
وقال إن "جهود ترامب الجادة والإنجاز المتحقق للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة سيمنحه فرصة أفضل فيما يتعلق بالحصول على الجائزة العام المقبل، إذا نجح في الضغط على نتنياهو ليوافق أخيراً على إنهاء القتال".