كشفت دراسة إسرائيلية عن تهديد خفي في مياه بحيرة طبريا: طفيلي مجهري من عائلة الميكروسبوريديا، يُمكن أن يُسبب التهابًا حادًا في القرنية ويُؤثر على الرؤية. يُسمى هذا الطفيلي "فيتافورما كورنياي"، وهو عدوى ازداد انتشارها في السنوات الأخيرة.
يقول الدكتور عساف فريمان، أخصائي القرنية وكبير الأطباء في قسم طب العيون والمدير السابق لخدمات القرنية في مركز مائير الطبي، والذي درس التشخيص والعلاج بالتعاون مع الدكتورة شارون أميت، مديرة مختبر الأحياء الدقيقة السريرية في مستشفى شيبا: "على حد علمي، تُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في العالم. كان الهدف فحص المرضى المصابين بالميكروسبورديوم، والتأكد من أنه نفس الطفيلي، وفهم فعالية العلاجات المختلفة". ويضيف: "الخبر السار هو وجود علاج معروف وفعال لهذا الطفيلي. هذه قطرات مطهرة للعين تُستخدم بكثرة في المستشفيات، وقد أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض ومنع تفاقمها. يُنصح باستخدام القطرات المطهرة بالإضافة إلى توصيات وزارة الصحة، والتوجه فور ظهور الأعراض إلى الفحص الطبي لتلقي المزيد من التشخيص والعلاج".
في الآونة الأخيرة، وردت تقارير عن تغير في ملوثات جديدة في مياه بحيرة طبريا يقول الدكتور عساف فريمان: "عند دخول مصدر مياه بدرجة حرارة فاترة، بل وساخنة بالتأكيد، يبقى خطر التلوث قائمًا - من ماء الصنبور إلى مياه البرك. وتحديدًا، نشهد في بحر الجليل زيادة في وجود هذا الطفيلي". ومع ذلك، فإن هذا الطفيلي الخطير لا يختبئ هناك فحسب، بل في مصادر مياه عذبة أخرى في إسرائيل وحول العالم.
إلى جانب الخطر المُكتشف في مياه بحيرة طبريا، كشفت الدراسة عن وجود علاج فعال - وهو شائع ومتوفر: أظهرت الدراسة أن الكلورهيكسيدين، وهو مطهر طويل الأمد يُستخدم في المستشفيات، فعال بشكل خاص في مكافحة الطفيليات. يقول الدكتور عساف فريمان: "أثبتت الدراسة فعالية هذه المادة وسلامتها". وحسب قوله، فقد أظهرت بتركيز 0.02% نتائج ممتازة، بما في ذلك الشفاء التام وعدم ترك أي ندوب على القرنية. "بالإضافة إلى ذلك، يتميز أيضًا بفعاليته ضد الطفيليات والفطريات".