أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة د. عبد ربه العنزي أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة والخطة السياسية المصاحبة له، تمثل امتدادًا لمنطق التسويات الدولية التي تُصاغ بعيدا عن إرادة الشعوب المعنية.

وأوضح العنزي في تصريح لموقع بكرا أن بنود الخطة تقوم على وقف فوري لإطلاق النار، تبادل الأسرى والرهائن، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، إلى جانب إنشاء إدارة انتقالية بإشراف دولي.

واشار الى انه رغم الترحيب الدولي والإقليمي بالمبادرة بوصفها خطوة قد تسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، إلا أنها تثير إشكاليات جوهرية تتعلق بغياب التفاصيل وآليات التنفيذ.

وتساءل د. العنزي: "ما هي مراحل الانسحاب؟ من سيشرف على التنفيذ؟ ما الضمانات في حال لم يلتزم أحد الأطراف؟"، مشددا على أن هذه الثغرات تضعف فرص نجاح الخطة.

وأشار إلى أن المسائل القانونية والإنسانية المرتبطة بالتهجير، إضافة إلى الطروحات التي تلمح إلى نقل سكان غزة أو وضعها تحت إدارة أمريكية مباشرة، تحمل في طياتها مخاطر نزوح سكاني محتمل يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

وأضاف أن البنود جاءت أحادية لصالح إسرائيل، فبينما فُرضت شروط واضحة على حركة حماس تتعلق بنزع السلاح، وتسليم الرهائن بسرعة، وقبول إدارة دولية مؤقتة، فإن بنود الانسحاب الإسرائيلي، إعادة الإعمار، وعودة السيطرة الفلسطينية، افتقرت إلى جداول زمنية واضحة أو ضمانات قوية للتنفيذ.

وأكد العنزي أن هذه الخطة تعيد إنتاج منطق تفتيت المشروع الوطني الفلسطيني، وإدارة الملف كقضية أمنية إقليمية بدلاً من كونه قضية تحرر وطني وحق تقرير المصير.