آخر الأخبار

قراءة في مبادرة اللّجنة القطرية من أجل الوِفاق... حضرت الثرثرة وغاب المنطق

شارك

قراءة في مبادرة اللّجنة القطرية من أجل الوِفاق... حضرت الثرثرة وغاب المنطق
الإعلامي أحمد حازم
قادة دول الخليج بشكل عام اختاروا فلسطينيين ليكونوا مستشارين لديهم في مجالات مختلفة وختى ممثلين لبلادهم في الخارج. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان السياسي الفلسطيني الراحل أحمد الشقيري ممثلاً للسعودية في الأمم المتحدة، والفلسطيني زكي نسيبة كان مستشار الراحل الشيخ زايد مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة. وقد أخبرني استاذي السياسي الفلسطيني الراحل شفيق الحوت ذات يوم، انه خلال جلسة صفاء سأل الراحل بن زايد عن سبب اختياره لفلسطيني كمستشار له، فأجابه بروح مرحة:" الفلسطيني يتمتع بقدرة ثقافية وسياسية تعبيرية وإنشائية مميزة." مضمون بيان اللجنة القطرية من أجل الوفاق يصب في اتجاه رأي الراحل بن زايد ويؤكد كلامه بالفعل اننا " شاطرين في صف الكلام."
أنا شخصيا، عندي حساسية عالية من كلمة طوارئ ولا سيما منذ إعلان اسرائيل عن "حالة الطوارئ"
في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، وتمديدها حتى 16 ديسمبر/ كانون أول 2025. وقد فاجأتنا اللجنة القطرية بمبادرة تتضمن تشكيل "قائمة طوارئ مُشتركة ومُوحَّدة في انتخابات الكنيست القادمة." البيان لم يأت بجديد. اللجنة القطرية تريد قائمة مشتركة "مجددة" من "المشتركة" و "الموحدة" ولكن تحت مسمى "قائمة طوارئ" يعني تلاعب بالألفاظ لا أكثر ولا أقل.
بيان اللجنة القطرية يتحدث عن "العمل على تحقيق الوِفاق وأوسع وحدة حقيقية ومُمْكِنة" لكنه حدد ذلك فقط " بين الأحزاب والحركات السياسية والقوائم العربية المُرَشَّحة والمشاركة في انتخابات الكنيست القادمة". وماذا عن الأحزاب العربية لأخرى؟ وماذا عن الشخصيات الوطنية المستقلة الفاعلة في مجتمعنا العربي؟ فإذا كانت "الوحدة واجب ومسؤولية وطنية وتاريخية ومَطلب مُعظم الجماهير العربية في البلاد" فبأي حق تطلب اللجنة القطرية بوحدة محدودة وأين المنطق في ذلك؟
اللجنة القطرية تقول في بيانها ان الهدف الأساس من تشكيل "قائمة طوارئ مُشتركة وموحَّدة هو الاتفاق على برنامج سياسي عام وشامل وموحَّد" كلام انشائي جميل. لكن الفرق كبير بين القول والفعل. الخلافات والاختلافات بين "المشتركة الثنائية" الحالية وبين نهج منصور عباس رئيس "الموحدة" من المستحيل التغلب عليها وتجاوزها ببيان. فهل نسينا ما قاله أيمن عودة مؤخراً عما اسماه الفضيحة المالية للموحدة؟ بمعنى التوتر وتبادل الاتهامات لا تتوقف بين الجانبين. فهل هذه مقدمات لوحدة؟
يوجد قول فلسطيني :" بدي أقص إيدي إذا صار هيك" يعني استحالة تحقيق عمل ما. وأنا مع هذا المثل إذا أعيد تشكيل قائمة مشتركة رباعية الأضلاع تحت أي مسمى. وإذا رآني أحدكم يوماً ما بيد واحدة فابعثوا بتهانيكم للمشتركة الرباعية، وكل شيء جائز في زمن ترامب ونتنياهو.


-

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا