في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في حادثة صادمة كشفتها وسائل إعلام عبرية، عاشت أم لأربعة أطفال أسوأ كابوس قد يمرّ به أي والد، حين اكتشفت أن ابنها – وهو طالب في الصف السادس – كاد أن يختنق حتى الموت
قوات شرطة في موقع جريمة قتل - الفيديو للتوضيح فقط
على يد زميله خلال استراحة مدرسية. الحادثة الخطيرة، التي وقعت أثناء "استراحة العاشرة"، مرّت دون أن يلاحظها أحد من المعلمين أو إدارة المدرسة، في أشكلون وبقيت طيّ الكتمان حتى نهاية الدوام، بحسب ما أورد موقع "إن 12".
التحقيقات لاحقًا كشفت السبب الصادم: الطالب المعتدي كان يبتز زميله منذ فترة طويلة للحصول على شخصيات في لعبة "روبلوكس"، وهي لعبة شهيرة بين الأطفال. وكان الطفل الضحية يستجيب للابتزاز دون علم والديه، فيطلب المال بحجج مختلفة، لكنه في الواقع كان يشتري "لاعبين" للطفل المعتدي.
تقول الأم: "كنت أظن أن ابني يطلب المال لنفسه، لكن الحقيقة أنه كان يُرغَم على شراء شخصيات في اللعبة لطفل آخر. وفي اليوم الذي رفضنا فيه إعطاءه المال، هدده الطفل أنه سيتعرّض للضرب... وفعلاً حاول خنقه في المدرسة."
التهديد بدأ برسائل واتساب
الطفل المعتدى عليه قدم للشرطة محادثات عبر واتساب توثّق التهديدات التي تلقاها. كتب المعتدي: "يلا، أعطني الكود، أعطني الكود". وحين أجابه الطفل بأنه لا يملك شيئًا، تصاعد التهديد: "طيب، دعني أبحث لك عن لاعب. أنا بانتظارك، وإن لم تفعل سأنتظرك غدا في المدرسة، وستُضرب".
"وقف أمامه... ثم لف الحبل على عنقه"
وتنقل الأم، كما ورد في موقع "إن 12"، تفاصيل الحادثة قائلة إن ابنها تعرض لهجوم جسدي خلال الاستراحة، حيث اقترب منه المعتدي من الخلف، بعد أن أحضر حبلاً من منزله. "وقف أمام ابني وجهًا لوجه وبدأ يضربه بقوة على صدره. ابني لم يردّ عليه، بل أدار ظهره ومشى. عندها لفّ الحبل حول عنقه وبدأ يشدّ، ويشدّ، ويشدّ".
الطفل المصاب بالربو بدأ يختنق. تقول الأم: "لم يستطع التنفس، وبدأ جسمه يرتعش حتى سقط على الأرض". وأثناء الخنق، قال له المعتدي: "هذا حبل خنق قوي... اليوم سأذبحك". وبالصدفة فقط، تعثر الطفل المعتدي وسقط، مما أدى إلى ارتخاء الحبل وإنقاذ الطفل. "لولا سقوطه، لما انفك الحبل"، تقول الأم.
"عاد إلى الصف بعلامات خنق على رقبته – ولم يلاحظ أحد"
رغم وجود آثار خنق واضحة على رقبته، عاد الطفل إلى الصف وجلس مع مربية الصف من الساعة العاشرة حتى الواحدة والنصف، لكنها – بحسب ما نقلت الأم – "لم تلحظ شيئًا". "هل تعرفين كم يجب أن يكون الضغط قويًا ليترك علامات لمدة 3 أيام؟"، تتساءل الأم بغضب. الأمر لم يُكشف إلا عندما أخبر الطفل شقيقه الأكبر: "خنقوني اليوم في المدرسة". وعندما تواصلت الأم مع المربية، كان ردّها الأول: "هذا لم يحدث في ساحة المدرسة". وتضيف الأم: "لم تسأل حتى عن حال ابني. كان كل همها أن تؤكد أن الحادث لم يقع في الساحة". عند مراجعة كاميرات المدرسة، تم توثيق كل ما جرى.
"عقوبة المعتدي: ثلاثة أيام فقط"
في البداية، عوقب الطالب المعتدي بالإيقاف ليوم واحد فقط، ثم مُدّد إلى ثلاثة أيام بعد ضغط من الأم، التي علّقت بمرارة: "ثلاثة أيام؟ هذه جائزة. أي طفل في العاشرة سيفرح بالجلوس في البيت". اما المفتشة من وزارة التعليم فاقترحت حلًا واحدًا: "اسألي الطفل إن كان يريد الانتقال لصف آخر". لكن الأم رفضت بشدة: "كاد يحدث قتل داخل المدرسة، وكل ما لديكم هو نقله لصف آخر؟! هذا غير مقبول".
"كنت أظن أن السبب لعبة… لم أتخيل ما يمرّ به"
تكشف الأم أن ابنها رفض الذهاب للمدرسة صباح يوم الحادث، وكانت تظن أن السبب هو رفضها شراء شخصية من لعبة روبلوكس الليلة السابقة. "لم أتخيل أبدًا ما كان يمرّ به. ألوم نفسي أني أجبرته على الذهاب". قدّمت الأم شكوى رسمية للشرطة، ورسالة شديدة اللهجة لوزارة التعليم، بينما لا يزال الطفل في حالة خوف وصدمة نفسية. "قال لي: لم أصدّق أنه سيفعلها. أخاف أن أعود إلى المدرسة… أخاف أن أدخل الصف".
تعقيبات
وعقبت وزارة التعليم على الحادث بحسب ما نشره موقع ان 12 : "الحديث يدور عن حادث استثنائي وخطير جدا بين طالبين في الصف السادس. فور معرفته، تم تقديم الدعم للطالب المتضرر ولعائلته". "إدارة المدرسة، طاقم التدريس والإشراف اللوائي يعملون معا في الجانب التربوي الانضباطي مع الطلاب المعنيين وعائلاتهم، وفي الجانب الاجتماعي مع الصف ومجتمع المدرسة. حفاظا على الخصوصية وسلامة الإجراءات لن نفصل أكثر".
بدورها عقبت شرطة إسرائيل بحسب ان 12 بالقول : "فور استلام الشكوى فُتح تحقيق، وتبين أن الحديث يدور عن طفل تحت سن المسؤولية الجنائية ولا يُعتبر مسؤولا جنائيا. وبحسب القانون، نُقل التعامل معه إلى سلطات الرفاه والمدرسة، بمرافقة الجهات المهنية المختصة".