قبل يوم واحد من انعقاد قمة العرب والمسلمين ي الدوحة، والمقررة غداً الاثنين، سارع نتنياهو في إظهار تحد جديد للأمتين العربية الإسلامية عشية هذه القمة، حيث وجه طائراته الحربية هذه المرة باتجاه مدينتي حمص واللاذقية، وعلى كريقة " مش عاجبكو شو صار بقطر وهاي كمان سوريا وبلطو البحر يا أمة الملياري مسلم. قلت في مقالي اليومي في هذا الموقع بعنوان "بعد ضربة لقطر ...عبد الفتاح ابن مليكة اليهودية (يحذر؟!) إسرائيل، نشر في الحادي عشر من هذا الشهر: ان أكثر ما تفعله قطر هو الدعوة لقمة عربية إسلامية ستُعقد في الدوحة خلال الأيام المقبلة. وعندما يصل الموضوع الى مؤتمر القمة "ستموت القضية يا رضية" ولن ينجم عن المؤتمر سوى بيان سخيف مثل كل بيانات القمم العربية والإسلامية. وبالفعل تم الدعوة لهذه القمة كما توقعت.
التاريخ يعيد نفسه. فقبل حوالي سبعين عاماً، تعرّضت مصر لعدوان ثلاثيّ من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956. صحيح ان الاعتداء كان على مصر آنذاك في عهد عبد الناصر، لكن الدول العربية والإسلامية هبت كلها للوقوف الى جانب مصر وتحوّلت القضية إلى قضيّة عربيّة وإسلاميّة وهو ما ينطبق اليوم على قطر، لكن الفارق بين الحدثين، انه في تلك الفترة لم يكن أي نوع من التطبيع مع إسرائيل، ولمن تكن اتفاقات ابراهام ولم يكن نتنياهو وترامب، وكانت الشعوب أكثر وعياً وأكثر اندفاعا للقضايا الوطنية
قطر صاحبة الحدث تستضيف قمة لمعالجة عدوان إسرائيلي جرى على أراضيها. صحيح أن العدوان فلسطيني الهدف لكن جغرافيته قطرية الهوية. ومن المفترض أن تكوم القمة بالدرجة الأولى خليجية بامتياز نسبة للحدث. لكن بما أن قطر تلعب دوراً سياسيا عربياً ودوليا أكبر من حجمها، فإن الدول الاسلامية رأت نفسها مضطرة للمشاركة في هذه القمة احتراماً منها لمكانة قطر السياسية ودورها كوسيط موثوق به دولياً فيما يتعلق بالمفاوضات حول وقف الحرب في غزة.
أعجبني قول محلل سياسي عربي:" الأمّة الإسلامية، صارت هي المظلّة الممكنة عندما تضيق المظلّات الأخرى، وهكذا تتقدّم منظّمة التعاون الإسلامي، على الرغم من كلّ ما يُقال عن ضعفها، لتملأ فراغاً خلّفته كيانات كان يفترض أن تكون أكثر حضوراً قبل الجامعة العربية."
السؤال المطروح الآن بجدية: ماذا تستطيع قمة الدوحة فعله كرد على الاعتداء الاسرائيلي على قطر غير بيانات شجب أو بيانات تضامن لفظيّ؟ هل تستطيع مثلاً تحويل الغضب من كلام الى فعل؟ بمعنى هل تستطيع الامارات والبحرين والمغرب والسودان تجميد حالة التطبيع مع اسرائيل وهو أقل ما ينمكن فعله؟ لا يبدو ذلك في الأفق .