شهدت مدينة الناصرة حدثًا دبلوماسيًا بارزًا تمثل في زيارة سعادة السفير جاخونغير أمينوف، سفير جمهورية أوزبكستان في البلاد، بدعوة من المجلس العربي للعلاقات الخارجية. وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام خاص نظرًا لما تمثله من خطوة نوعيّة نحو بناء علاقات أكاديمية واقتصادية واجتماعية بين المجتمع العربي وجمهورية أوزبكستان.
افتُتح اللقاء بكلمة رئيس المجلس العربي، الأستاذ خالد خليفة، الذي رحب بسعادة السفير والوفد المرافق له، مؤكدًا أن المجلس يمثل أبناء المجتمع المدني العربي، وأنه يطمح إلى توسيع دائرة العلاقات مع أوزبكستان لتشمل الجوانب الأكاديمية، الاقتصادية والثقافية. وأكد خليفة أن هذه الزيارة ليست مجرد لقاء بروتوكولي، بل هي بداية لمسار طويل من التعاون المستدام، مشددًا على أهمية تطوير علاقات حقيقية بين الجامعات، رجال الأعمال والمجتمعات المحلية في البلدين.
تضمن برنامج الزيارة استقبال سعادة السفير، وطاقمه وأعضاء المجلس، في متحف السباط في الناصرة، حيث قام باستقبالهم الباحث خالد عوض، مدير جمعية السباط للحفاظ على التراث الفلسطيني، وألقى كلمة رحّب فيها بالضيف الكبير، وأكد أن الثقافة والتراث يمثلان ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الحضاري. كما اصطحب الوفد بجولة داخل أروقة المتحف، حيث اطلع السفير على معروضاته التراثية التاريخية.
عقب ذلك، قام الوفد بجولة في البلدة القديمة في الناصرة، حيث تعرّف السفير على معالمها التاريخية. ثم أقيمت مأدبة غداء في مطعم التنور، شكلت فرصة لتعميق النقاش وتبادل وجهات النظر بين السفير وأعضاء المجلس.
وقد حضر العديد من أعضاء وعضوات المجلس العربي وهم: الدكتور خليل بقلي، سيدة الأعمال بيسان بصول، رجل الأعمال توم توما، رجل الأعمال زياد ملحم، الأستاذ الصحفي سليمان عبد الرحمن، الفنانة نهلة مراد، السيد يوسف حيدر الناشط الاجتماعي، الكاتب أحمد جربوني، المبادر إبراهيم الحصري، والباحثة هزار ابو سيفين والناشطة وهيبة زياد. وقدّم عدد من أعضاء المجلس كلمات ترحيبية عبّرت عن اهتمامهم بتعزيز التعاون مع أوزبكستان في مجالات تخصصهم.
الدكتور نبيل أيوب، الأكاديمي وعضو المجلس، ركز على أهمية التوأمة بين الجامعات العربية والأوزبكية، وتبادل الطلاب والبعثات الأكاديمية لتعزيز التعاون العلمي. ورجل الأعمال السيد جمال خطيب، خبير بناء الأنفاق، تحدث عن خبراته الدولية في مشاريع البنية التحتية، واقترح إقامة منتدى استثماري مشترك يجمع رجال الأعمال العرب والأوزبك في طشقند. ورجل الأعمال السيد إبراهيم طه، تاجر السيارات وقطع الغيار، رحب بالسفير مشيرًا إلى الفرص الكبيرة لتوسيع التبادل التجاري مع السوق الأوزبكي، مؤكدًا استعداده لأن يكون جسرًا للتعاون التجاري.
واضافة الدكتور خليل بقلة كلمة فاجأت الضيوف باللغة الروسية واعجبت السفير وطاقمه حيث طالب بتعاون أكاديمي على أعلى المستويات مع الجامعات والمؤسسات الأوزبكية.
الدكتور إياد سليمان، شدد على أن العلاقات الناجحة لا تقتصر على الحكومات، بل تُبنى أيضًا من خلال الشراكات الاقتصادية والثقافية المباشرة، معتبرًا زيارة السفير فرصة لاستكشاف مشاريع مشتركة في مختلف المجالات.
وبدوره، أعرب السفير الأوزبكي عن شكره العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مثمّنًا الجهود المبذولة لتعزيز جسور التواصل. وأكد أن أوزبكستان تولي أهمية كبيرة لبناء علاقات ودّية ودافئة مع المجتمع العربي، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والأكاديميا. كما أيّد فكرة تطوير مشاريع أكاديمية بين المدن العربية والأوزبكية، وأعلن استعداده لدعم مشاريع أكاديمية مشتركة بين الجامعات العربية والأوزبكية.
وأشار السفير إلى استعداد السفارة للمساعدة في تيسير زيارة وفد من المجلس العربي إلى أوزبكستان في المستقبل القريب، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارة ستسهم في وضع أسس عملية للتعاون في مختلف المجالات.
شكلت هذه الزيارة محطة فارقة في مسار العلاقات العربية – الأوزبكية، حيث أكد المجلس العربي عبر رئيسه وأعضائه تطلعهم إلى بناء شراكات عملية ومستدامة، فيما عبّر السفير أمينوف عن التزامه بدعم هذه المبادرات وتحويلها إلى مشاريع واقعية. وقد جسدت أجواء اللقاء والأنشطة المصاحبة له- من استقبال رسمي وجولة ثقافية وتراثية، إلى مأدبة غداء وحوارات مفتوحة- رغبةً صادقةً من الطرفين في توطيد أواصر التعاون بما يخدم مصالح شعوبهم، ويؤسس لعلاقات متينة بين المجتمع العربي وأوزبكستان.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة