في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرا مقاطع فيديو تزعم تورط مسلمين في حادثتين منفصلتين استهدفتا منشآت دينية مسيحية بفرنسا ، وهو ما أثار موجة واسعة من التحريض ضد المسلمين.
وقد لاقت المقاطع انتشارا سريعا بين حسابات يمينية، في مشهد يعكس حجم التأثير الذي تمارسه هذه الحسابات في تأجيج وتغذية الكراهية ضد المسلمين عبر الفضاء الرقمي.
ونشر حساب "فراز برويز" على منصة "إكس" مقطع فيديو لحريق كنيسة "الحبل بلا دنس" في بلدة سانت أومير بفرنسا، مرفقا بعبارة: "إحراق كنيسة كاثوليكية أخرى… على يد إسلاميين، احموا كنائسكم من الجهاديين"، على حد زعمه.
وحصد الفيديو المنشور في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري، أكثر من مليون مشاهدة وتفاعلات تحريضية ضد المسلمين بالدعوة إلى الرد بالمثل على المنشآت الإسلامية.
🇫🇷France: Another Catholic church BURNED DOWN.
The Immaculate Conception Church in Saint-Omar, France, has been destroyed by Islamist.
Protect your CHURCHES from Jihadi Muslims. pic.twitter.com/nXav5cSIYy
— Faraz Pervaiz (@FarazPervaiz3) September 7, 2025
وزعمت فاطمة خان، التي تقدم نفسها كصحفية مقيمة في نيويورك ، أن الحريق جزء من سلسلة تستهدف المسيحيين في أوروبا، في حين كتب ديفيد ياشوع أن الحادثة نفذها "مهاجرون غير شرعيين"، معتبرا أنها دليل على أن المسيحية تتعرض لهجوم في فرنسا.
🇫🇷 FRANCE: A massive fire destroyed the historic Church of the Immaculate Conception in Saint-Omer.
A man was arrested.
According to reports, around 40 churches have been burned since January 2023.
Christians are under attack in Europe! pic.twitter.com/KwI8E1tPEE
— Fatima Khan (@Fatima_Khatun01) September 7, 2025
وأجرى فريق "تحقق الجزيرة" بحثا عكسيا للفيديو المتداول ليتضح أن الحريق وقع في الثاني من سبتمبر/أيلول 2024 في كنيسة الحبل بلا دنس بمدينة سانت أومير الفرنسية.
لكن الادعاء الذي ربطه بالمسلمين والمهاجرين مضلل، إذ أعلنت النيابة الفرنسية توقيف رجل يبلغ من العمر 39 عاما، بلا مأوى ولا عمل، وله سجل جنائي يتضمن 26 إدانة سابقة بينها حرق 4 كنائس عام 2021، إذ اعترف الرجل بتسلله إلى الكنيسة بقصد السرقة، قبل أن يقرر إشعال النار فيها عند مغادرته، والتحقيقات لم تشر مطلقا إلى صلة له بالمسلمين أو بالمهاجرين.
وفي سياق متصل، ادعت حسابات على منصة "إكس" في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، أيضا أن "جهاديين" هاجموا مكتبة دوبري الكاثوليكية في مدينة نانت الفرنسية، بسبب بيعها كتبا كاثوليكية وتماثيل لمريم العذراء والمسيح، على حد زعمهم.
🇫🇷FRANCE: TERRIBLE
Jihadi looters in Nantes targeted the Catholic bookstore Dobrée, shouting that it was "fascist" for selling Catholic books and statues of Mary & Jesus as they attacked it and Destroyed. pic.twitter.com/Ptyzh5yaW1
— Faraz Pervaiz (@FarazPervaiz3) September 9, 2025
وانتشرت هذه الرواية عبر عدة حسابات على منصة "إكس"، مصحوبة بمقاطع فيديو قيل إنها توثّق الاعتداء وحصدت ملايين المشاهدات في الساعات الأخيرة.
Je pense que le jour est proche où nous devrons prendre les armes !
« Des pillards djihadistes à Nantes ont pris pour cible la librairie catholique Dobrée, criant qu'elle était « fasciste » parce qu'elle vendait des livres catholiques et des statues de Marie et de Jésus alors… https://t.co/OSb5GA8vzo— Alain Weber (@alainpaulweber) September 9, 2025
وأجرى فريق "تحقق الجزيرة" بحثا عكسيا، أظهر أن تلك المشاهد لا علاقة لها بهجوم ديني، وإنما تعود إلى أحداث شغب واسعة شهدتها مدينة نانت الفرنسية في يوليو/تموز 2023، عقب مقتل الفتى نائل مروزوقي برصاص الشرطة في 27 من الشهر ذاته، وهو الحادث الذي أشعل احتجاجات عارمة في عدد من المدن الفرنسية حينها.
Une personne m'ayant contacté m'a transmis cette vidéo qui atteste de l'exactitude de mes propos.
Les fils de bourgeois en mal de sensations s'adonnant à la destruction d'une librairie, pensez donc le courage !#Antifa #Nantes #vacuité pic.twitter.com/xGQ15UBJXf
— Mescouyenski (@mes_couyenski) July 3, 2023
وأصبحت ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا تحديدا قضية شديدة الحساسية، واستفزت موجة إدانات واسعة من مسؤولين حكوميين وشخصيات عامة، نتيجة أنها لا تتوقف عند خطابات الكراهية أو التعصب الديني، بل تتحول مباشرة إلى الاعتداء الجسدي وتصل إلى القتل أحيانا، كما تصدر الحكومات الفرنسية المتعاقبة قوانين تستهدف المسلمين خاصة.