خيّم الحزن العميق على بلدة الفرعة في النقب بعد أن فقدت مساء أمس الطفل عمر حابس محمد جبارين، ابن الستة أعوام، إثر تعرضه للدهس من جرار. عمر، الذي لم يكمل بعد عامه الدراسي الأول في مدرسة الفرعة "أ"، هو نجل مدير المدرسة الأستاذ حابس جبارين، ما جعل المأساة شخصية وجماعية في آن واحد، إذ تحوّل الفقدان إلى جرح مفتوح في قلب العائلة والقرية بأسرها.
المأساة وقعت مساء الجمعة، حين نُقل الطفل إلى الطاقم الطبي في حالة حرجة دون وعي أو نبض، ورغم محاولات الإسعاف، لم يكن بالإمكان سوى إعلان وفاته في المكان. صدمة الأهالي كانت مضاعفة: طفل صغير يذهب ضحية لحادث دهس قاسٍ، وأب تربوي معروف يجد نفسه أمام فقدان ابنه الذي كان يملأ البيت والصف بالبهجة.
واقع صعب
حادثة عمر أعادت إلى الواجهة واقعًا مؤلمًا يتكرر في القرى البدوية بالنقب. فوفق معطيات سلطة الأمان على الطرق، لقي 325 شخصًا مصرعهم في حوادث طرق منذ بداية 2025، بينهم 96 من أبناء المجتمع العربي، من ضمنهم 88 ضحية دهس، بينهم عشرة عرب. هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل قصص إنسانية موجعة، مثل قصة عمر، الذي دفع حياته ثمنًا لغياب بيئة آمنة للأطفال.
أهل الفرعة التفوا حول عائلة جبارين لتقديم العزاء والمواساة، مرددين أن "جعله الله شفيعًا لوالديه"، ومعتبرين أن رحيله المبكر ليس خسارة لعائلته فحسب، بل ضربة موجعة للقرية بأكملها.
رحيل عمر جبارين يختصر هشاشة الحياة في النقب، ويطرح سؤالًا إنسانيًا مُلحًا: كم من الأطفال يجب أن نفقد قبل أن تتحول هذه المآسي إلى بداية لتغيير حقيقي في واقع الطرق والأمان؟