آخر الأخبار

محمد دراوشة لبكرا: تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين رمزي ورفض أمريكا والأرجنتين يكشف تحديات سياسية

شارك

محمد دراوشة لـ”بكرا”: “تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين خطوة رمزية مهمة… لكن الرفض الأمريكي والأرجنتيني يكشف عمق التحديات السياسية”

في تصويت تاريخي، أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك الداعي إلى خطوات ملموسة نحو حل الدولتين، حيث صوتت 142 دولة لصالح القرار، مقابل اعتراض 10 دول وامتناع 12 عن التصويت. الإعلان، الذي جاء ثمرة مؤتمر دولي نظمته السعودية وفرنسا، ندد بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، داعيًا إلى إنهاء الحرب فورًا.

موقع “بكرا” أجرى مقابلة خاصة مع الباحث والمحلل السياسي محمد دراوشة، للحديث عن دلالات هذا التصويت، وتقييم ردود الفعل الدولية، وموقف القيادة الفلسطينية من هذه التطورات.

كيف تقرأ هذا التصويت الأممي على إعلان نيويورك؟
دراوشة: التصويت يحمل رمزية سياسية كبيرة، ويعكس دعمًا دوليًا واسعًا للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. لكن لا يمكن أن نغفل أن دولًا مؤثرة مثل الولايات المتحدة صوتت ضد القرار، إلى جانب دول أخرى مثل الأرجنتين التي يقودها رئيس يميني يتبنى خطابًا متشددًا تجاه القضية الفلسطينية. هذا الرفض يكشف أن هناك تيارات سياسية عالمية لا تزال ترفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ويؤكد أن الطريق نحو الدولة الفلسطينية لا يزال مليئًا بالتحديات.

هل تعتقد أن هذا الإعلان يمكن أن يُحدث تغييرًا فعليًا في المشهد السياسي؟
دراوشة: الإعلان خطوة مهمة، لكنه لا يكفي وحده. الدولة لا تُبنى في النصوص الأممية، بل على الأرض، عبر مؤسسات قوية، وحدة وطنية فلسطينية، وإرادة سياسية فلسطينية. إسرائيل تعمل حاليًا على شطب أي كيان فلسطيني، وهذا يتطلب من الفلسطينيين أن يرتقوا إلى مستوى اللحظة، وأن يوحدوا صفوفهم ويعيدوا ترتيب أولوياتهم.

ما المطلوب من الفلسطينيين في هذه المرحلة؟
دراوشة: المطلوب هو بناء مشروع وطني جامع، يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية تحترم الإنسان. الفلسطينيون يستحقون دولة نموذجية، وهم دفعوا أثمانًا باهظة من أجل هذا الحلم. الآن، تقع المسؤولية على القيادة الفلسطينية لتحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس، لا أن يبقى شعارًا يُردد في المحافل الدولية.

كيف تقيّم ردود الفعل الدولية على التصويت؟
دراوشة: اولا يجب شكر ووفاء الدول التي صوتت لصالح فلسطين. هذا التصويت يُظهر بوضوح أن غالبية دول العالم تقف مع الحق الفلسطيني. الموقف الدولي الرافض للحرب والداعي لوقف العدوان على غزة والضفة هو موقف يستحق التقدير. لكن يجب أن نكون واقعيين: هناك دول مؤثرة لم تصوت لصالح القرار، وهذا يتطلب جهدًا دبلوماسيًا مضاعفًا، خاصة في ظل صعود حكومات يمينية تتبنى سياسات متشددة تجاه القضية الفلسطينية.

هل هناك مبالغة في الاحتفاء بهذا القرار؟
دراوشة: لا يجب الاستخفاف بالقرار، كما يجب عدم المبالغة في أهميته. هو خطوة مهمة، لكنها ليست نهاية الطريق. يجب أن تتبعها إجراءات عملية، سياسية ودبلوماسية، لتثبيت الحق الفلسطيني على الأرض، لا أن يبقى مجرد شعار يُردد في المحافل الدولية.

كيف تنظر إلى الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين؟
دراوشة: هذا التحول في المواقف الدولية يجب أن يُترجم إلى ضغط سياسي حقيقي على إسرائيل، وإلى دعم فعلي للمؤسسات الفلسطينية. الاعترافات المتوقعة من أكثر من 12 دولة غربية، بينها فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، وكندا، تمثل ركيزة أساسية لترسيخ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

كلمة أخيرة؟
دراوشة: أعان الله شعبنا أمام هذا الكم الهائل من المآسي والكوارث. سيبقى نداءنا ومطلبنا الأول هو وقف حرب الإبادة، وبدء مسار حقيقي نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، دولة العدالة والكرامة والحرية.

بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا