آخر الأخبار

جدعون "قاطع الطريق" وبنيامين "المتقلب" وتيريزا الاوروبية

شارك

طلع الينا زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو قبل أيام ليخبرنا بما تفتقت به عبقريته عن انهاء الحرب في غزة. بمعنى ان "بنيامين" الذي يخاطبه أصحاب اتفاق ابراهام بـ "أبو يائير" وكأنه ابن بيت ولا ينقصه سوى ارتداء الدشداشة والكوفية "الخليجية طبعا" والعقال البحريني، هذا الليكودي المتمسك بكرسي رئاسة الحكومة منذ 19 عاما أخبرنا بشروطه الأربعة لإنهاء حربه على غزة.
هذه الشروط ليست بجديدة فهو يرددها بكثرة بمعنى انه يجتر كلامه. يقولون عندنا في الأحاديث الشعبية عن الذي يردد كلامه باستمرار :" واحد خرفان مش عارف شو بحكي." لكن نتنياهو "مش خرفان" بل متورط في حرب "مش عارف ينهيها أو يطلع منها" بالشكل الذي يحفظ ماء وجهه أمام اليمين، هذا إذا كان عنده ماء وجه. يوفال ديسكين الذي ترك منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) عام 2011 قال عنه على ذمة وكالة رويترز:" أسلوب نتنياهو متقلب في اتخاذ القرارات ولا يمتلك جوهرا قويا أو نواة صلبة"
ماذا يريد نتنياهو أو بالأحرى ما هي شروطه التي اتحفنا بها استناداً لبيان صادر عن مكتبه: إطلاق سراح جميع الأسرى، نزع سلاح حركة حماس، ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تشكل تهديدًا لإسرائيل.
حركة حماس تعرف متى تستفز نتنياهو ومتى تهيجه. تلاعبه لعبة القط والفار، وتتعامل معه على طريقة "مصارعة الثيران" التي يسمونها رياضة. فقد نشرت الحركة فيديو قصير بعنوان "الوقت ينفد"، ظهر فيه الأسير الإسرائيلي غاي دلال مطالبًا نتنياهو بعدم تنفيذ هجوم عسكري جديد على مدينة غزة ويظهر في نهاية الفيديو لقاء بين غاي دلال وأسير آخر يدعى ألون أوهل.
هذا الفيديو أجبر نتنياهو بعد بثه على اتخاذ خطوتين: الأولى، الإسراع في الحديث مع والدي الأسيرين محاولاً تهدئتهم والخطوة الثانية الإعلان عن شروطه الجديدة القديمة والتي لم تهتم لها حماس. وعلى طريقة توزيع الأدوار، خرج علينا وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بعد يومين من أقوال رئيسه، ليقول لنا "أن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي خلال يوم غد. ولكن كيف يا جدعون؟ على فكرة، وحسب محرك البحث جوجل ، فإن المعنى الأصلي واللغوي لاسم جدعون: " قاطع الطريق" والمعنى اللغوي لاسم ساعر في اللغة العربية: الجنون. فماذا يريد جدعون "قاطع الطريق"؟
لو قارنا بين ما يريده جدعون وما يريده نتنياهو، لوجدنا ان جدعون أعلن عن "تنزيلات" على شروط نتنياهو حيث اكتفى بوضع شرطين فقط لإنهاء الحرب على غزة وهما:" إطلاق سراح الأسرى وتخلي حركة حماس عن سلاحها."
جدعون ساعر تطرق الى نقطتين إضافيتين وجههما للعالم: أولهما، عدم جدوى الاعتراف بدولة فلسطينية، حيث أفهم بعض الدول الأوروبية انها ترتكب "خطأ فادحاً" بمحاولتها الاعتراف بدولة فلسطين والنقطة الثانية، لمّح ساعر إلى أن "معاداة السامية تتزايد في أوروبا، مع وجود ازدواجية في المعايير عند التعامل مع الوضع في قطاع غزة." فماذا يعني ذلك؟ هذا يعنى ان الدول الأوروبية التي تعترف بدولة فلسطينية أو حتى الدول التي تنوي الاعتراف بها، هي معادية للسامية. لا نتوقع غير ذلك من "قاطع الطريق"
سياسية اسبانية اسمها تيريزا ريبيرا، تشغل منصب نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، هي صاحبة مبدأ ثابت وغير متقلب بعكس نتنياهو. هذه السياسية رفعت صوتها عالياً وقالت ان عمليات إسرائيل في غزة تمثل "إبادة جماعية." القضية لم تتعلق بمجرد تصريح فقط بل لها أبعاد أخرى، حيث وجهت تيريزا سهامها باتجاه الاتحاد الأوروبي بقولها: ان "الإبادة الجماعية في غزة تكشف تقاعس أوروبا عن التحرك والتحدث بصوت واحد"
بقي علينا القول أن تيريزا ريبيرا هي أول مسؤول بالمفوضية لأوروبية يوجه لإسرائيل اتهام الإبادة الجماعية في غزة.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا