يدور حديث ومباحثات في الأيام الأخيرة حول إعادة تشكيل القائمة المشتركة، التي ولدت عام 2015 بأحزاب أربعة (العربية للتغيير، التجمع، الجبهة والموحدة) أو بالأحرى والأصح احتكرتها هذه الأحزاب كناد مغلق لا تسمح بمشاركة أحد فيه. عضو الكنيست عن "الموحدة" وليد طه كان ضيف الزميل فايز اشتيوي في تلفزيون العرب، وحاوره حول الاجتماعات التي جرت بين هذه الأحزاب لإعادة تشكيل المشتركة من الأحزاب المذكورة. المشهد الحالي لاجتماعات هذه الأحزاب بشكل عام لا يوحي بأمل التشكيل. دعونا نحلل ما أفاضت به قريحة النائب وليد طه في المقابلة.
لقد اعترف وليد طه بما أشرت اليه في مقالات سابقة أن لا علاقة لإرادة الشعب في ولادة القائمة المشتركة، حيث قال ان: "الخوف من عدم اجتياز نسبة الحسم هي من الأسباب الرّئيسية التي كانت لتشكيل القائمة المشتركة". باعتقادي أن وليد طه بالغ في استخدام عبارة "من الأسباب الرّئيسية" لأن الخوف وحده كان سبب ذلك.
وليد طه قفز عاليا ليحدثنا عن وطنية الموحدة بقوله: "لا أحد يستطيع أن يزاود على وطنية الموّحدة ولا أن ينال منها". لا لا هيك كتير يا سيد وليد. بربك يا وليد قل لنا: هل وطنية الموحدة هي في اعتراف رئيسها منصور عباس بقانون القومية العنصري؟ وهل وطنية الموحدة هي في التصويت ضد لم شمل العائلة الفلسطينية؟ وهل وطنية الموحدة هي في مساعدة اليميني المتطرف بينيت كاره العرب عامة والفلسطينيين خاصة في تشكيل حكومة؟ وهل وطنية الموحدة هي وصف منصور عباس الاسرى الفلسطينيين بالمخربين؟ أهذه هي وطنية الموحدة التي لا يزاود عليها؟
ويواصل عضو الكنيست وليد طه حديثه بشغف كبريائي عن (موحدته) ليخبرنا بأن "الموحدة ليست بحاجة الى قائمة مشتركة لأغراض انتخابية، وأنها لا تخشى على نفسها" في إشارة واضحة الى أن "الموحدة" ستفوز بمشتركة وبدون مشتركة بقوله: "انتخابيا الموحدة ليست بحاجة الى المشتركة".
وبما أن الحديث يدور حول إعادة تشكيل المشتركة، فمن المفترض بوليد طه أن ينسى الماضي وأن لا يستخدم أسلوب التذكير بـ"مساوئ" الغير من وجهة نظره. فقد ذكر في المقابلة: "بعض الأحزاب العربية قدمت المساعدة لأحزاب يمينية متطرفة بهدف إفشال نشاط الموحدة" أو قوله بكل وضوح: "أن من دعم حل الكنيست آنذاك كان سببًا اليوم في تشكيل أكثر حكومة فاشية متطرفة" في إشارة واضحة منه الى الجبهة والعربية للتغيير.
ولكن، ماذا لو لم تتشكل المشتركة المنتظرة؟ هنا يستخدم وليد طه أسلوب "قاريء الفنجان" أو طريقة المنجمة ليلى عبد اللطيف في "التنبؤ" اذ تقول له النجوم "انهم سيعودون لتخوين الموحدة إذ لم تشكل القائمة المشتركة، وستعود هذه القائمة إلى ثلاث قوائم" كمال يرى وليد طه.
صحيح أن السياسة فن الممكن وكل شيء وارد، لكن فصل الكلام واستناداً الى التصريحات التي تصدر عن مركبات الأحزاب الأربعة، لن يكون هناك مشتركة رباعية. نقطة وسطر جديد.