مجتمعنا بحاجة لعلاج جذور ومسببات العنف , وذلك ببناء برنامج تربوي طويل الأمد يشمل موروثنا الحضاري وقيمنا وعاداتنا الأصيلة وعقيدتنا وتاريخنا تتبناه كل اسرة بتعليم اطفالها وفقا لهذا البرنامج التربوي منذ الصغر , وكذلك يجب ان تتبناه مدارسنا كبرنامج طويل الأمد لعلاج العنف , وسوف نقطف ثمار هذا البرنامج التربوي في المستقبل , فالأسرة السليمة هي التي تربي أولادها التربية الصالحة وتصيغ وتبلور شخصيات أبنائها منذ الصغر وتساهم في بناء الأجيال القادمة.
ونجاح الاسرة في تربية أبنائها يعتبر نجاح للمجتمع والسد المنيع والحصن الواقي لمنع الأبناء من الانزلاق في متاهات الحياة ومغرياتها الكثيرة أو الجنوح للعنف في حل المشاكل، واما التربية السيئة والإهمال الأسري هي التي تدفع الأبناء مستقبلا الى العنف والسلوكيات السلبية الأخرى نتيجة غياب التربية السليمة والبناء الصحيح لشخصية للإنسان . ولكن التركيز على تعليم وتربيه الطفل التربية السليمة والصحيحة في الصغر هي المفتاح لحل المشاكل الاجتماعية وتقليص العنف الى حد كبير عند الكبر.
فالإنسان المتعلم يستعمل عقله ومعرفته وتجاربه المتراكمة للتعامل مع القضايا والأفراد والمجتمع من حوله بالطرق الصحيحة والمعاملة الحسنة وبلطف وحكمه وتروي ويمتنع عن استعمال القوة والعنف في حل المشاكل بعكس الانسان الجاهل, فالعنف هو وسيلة يستعملها الشخص الجاهل والضعيف ثقافيا وتعليميا عندما يكون جاهلا بطرق وأساليب التعامل والسلوك الصحيح اللازم مع الآخرين لتحقيق أهدافه , ولذا الجهل وضعف المعرفة والخبرة هو أصل وسبب ارتكاب الانسان الأخطاء والعنف والجرائم ,ولذا يتوجب على مدارسنا التركيز على التربية والتعليم وليس فقط على التعليم.
حيث أصبح التعليم في مدارسنا يقتصر على تهيئة الطلاب لسوق العمل والحصول على علامات خالية من الرصيد العلمي والمعرفي والتربوي وخاليه من القيم والأخلاق وتعليم المعايير الاجتماعية والعادات العربية الأصيلة والشهامة والنخوة والمروءة ومساعدة الغير والتسامح والعفو, وللأسف الكثير من أسرنا ومدارسنا لا تركز على التربية الصالحة وبناء الإنسان وصياغة شخصيته إيجابية , فبالعلم والمعرفة والتثقيف والتربية الصالحة نزيل الجهل عند الإنسان وجعله إنسانا مفيدا وصالحا في المجتمع.