آخر الأخبار

بدي أشتري لإبني بدلة عريس” — صرخة الأم من عرابة بعد مقتل ابنها خالد… القتلة يتنكّرون بزيّ شرطة والجرائم مستمرة

شارك





في مدينة عرابة استفاقت العائلة على جريمة لا يمكن للعقل أن يستوعبها. خالد بلال عاصلة، الشاب الذي كان نائمًا على سريره، قُتل برصاص مجرمين اقتحموا بيته متنكرين بزيّ شرطة. طرقوا الباب بثقة، وحين فتحت والدته، داهموا البيت، وأطلقوا النار أمام الجميع. خالد قُتل على الفور. شقيقه التوأم أصيب بجراح متوسطة. المجرمون لم يكتفوا، بل هدّدوا أحد الحاضرين بدمٍ بارد، قبل أن يفرّوا من المكان. عائلة خالد التي فقدت والدها قبل عامين في حادث عمل، عاشت مأساة جديدة فوق مأساتها، في مشهد يكسر كل قلب.

نعمات عاصلة، والدة الضحية، جلست تبكي وهي تحمل مبلغًا من المال وتقول: “بدي أشتري لإبني بدلة عريس. كنت بدي أجوزه”. كلمات أم اختُطف منها حلمها في ليلة واحدة.

جد الضحية خالد عاصلة، الذي لم يتوقع أن يصل العنف إلى عتبة بيته، قال: “المجرمون قتلوا حفيدي، وأثناء خروجهم دفعوني وقال لي واحد منهم: ابتعد ولا بطخك. أنا كنت نايم برا بآمان لأنه ما إلنا مشاكل مع أي شخص. ولما أجوا المجرمين صاروا يخلطوا بالباب وقتلوا حفيدي”.

لكنها لم تكن الجريمة الوحيدة. قبلها بيوم واحد فقط، في نحف، قُتل الممرض يزن قادري بنفس الأسلوب الصادم. مجرمون يرتدون زيّ شرطة اقتحموا بيته، وأطلقوا النار عليه أمام زوجته وطفله الصغير.

هنا لا يمكن الحديث عن صدفة. لا يمكن اعتبارها مجرد جريمة إضافية في سجل طويل. القتلة باتوا يتسلّحون بزيّ الشرطة نفسها، رمز يُفترض أن يكون للأمن والحماية، ليحوّلوه إلى غطاء لجرائمهم. هذه ليست فقط وقاحة، بل إعلان مباشر بأنهم فوق القانون، وأنهم يملكون الجرأة ليتنكّروا بالزي الرسمي الذي يُفترض أن يحمي الناس.

منذ بداية هذا العام فقط، وقعت 173 جريمة قتل في المجتمع العربي. رقم مفزع. الأغلبية الساحقة منها لم يُكشف عن مرتكبيها. هذا ليس مجرد عجز أمني أو تحقيقات لم تصل إلى نتيجة. هذا استخفاف بحياة الناس، سياسة صامتة تقول للضحايا: دمكم بلا قيمة.

الناس يرون القاتل يفلت، يرون الجريمة تتكرر، يرون الشرطة غائبة أو متفرجة. ماذا يعني أن تدخل مجموعة مسلحة إلى بيت عائلة آمنة بزيّ شرطة وتقتل أمام أعين الأطفال والأمهات؟ ماذا يعني أن تتوالى الجرائم يومًا بعد يوم بلا محاسبة؟

المشهد لم يعد يحتمل. نحن أمام مسلسل دموي ممنهج. جريمة تجرّ أخرى. والخوف أصبح لغة الحياة اليومية. الطفل الذي يرى القتلة بزي شرطة، كيف سيكبر؟ بأي ثقة يمكنه أن يؤمن بمؤسسة يُستعار زيّها لترويع الناس وقتلهم؟



بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا