آخر الأخبار

عام 2025 في المجتمع العربي: نزيف دم مستمر وانهيار متسارع للأمان المجتمعي

شارك


في كل رصيف وزقاق داخل البلدات العربية، يتراكم وجع لا تلتقطه عيون العابرين، لكنه حاضر في تفاصيل الحياة اليومية. عائلات تتلقى نبأ الفقدان تلو الآخر، أمهات يودّعن أبناءهن قبل أوانهم، وأطفال يُحرمون من الطفولة ويُدفعون إلى اليُتم في لحظة واحدة. لم يعد العنف مجرد أرقام في تقارير رسمية، بل واقعًا يوميًا يضرب عمق النسيج الاجتماعي ويقوّض الإحساس بالأمان.

عام 2025، الذي يطوي صفحته بعد ساعات، سُجّل كأحد أكثر الأعوام دموية في تاريخ المجتمع العربي داخل البلاد، مع سقوط 255 قتيلاً بفعل الجريمة وانفلات السلاح. وراء كل رقم اسم، وعائلة، وبيت أُطفئت أنواره إلى الأبد. تحول العام إلى نزيف مفتوح، امتد من الجليل شمالًا حتى النقب جنوبًا، وحصد أرواح أطفال ونساء وشباب بلا توقف.

مدن تحت النار

تصدرت مدن مركزية مثل الناصرة، اللد، الطيرة، عرابة وأم الفحم قائمة البلدات الأكثر تضررًا، في مشهد يعكس انفلاتًا أمنيًا خطيرًا وعجزًا واضحًا عن كبح التصعيد. وتشير المعطيات إلى أن مدينة الناصرة سجّلت وحدها 21 قتيلاً منذ مطلع العام، تلتها اللد بـ19 قتيلاً، وهي أرقام غير مسبوقة تعكس انزلاقًا حادًا نحو واقع دموي مقلق.

الشباب في دائرة الاستهداف

تشير البيانات الرسمية إلى أن أكثر من 50% من الضحايا هم من فئة ما دون الثلاثين عامًا، فيما سُجّل مقتل ما لا يقل عن 30 طفلًا وقاصرًا دون سن العشرين، بينهم فتيان وفتيات وحتى رضّع. ويؤكد هذا المعطى انتقال العنف من كونه موجّهًا ومحدودًا إلى عنف عشوائي لا يميّز بين هدف وآخر، ويطال كل من يوجد في محيط الجريمة.

وتُظهر المعطيات أن إطلاق النار شكّل الوسيلة الغالبة في جرائم القتل، ما يعكس الانتشار الواسع للسلاح غير المرخّص، وتنامي الجريمة المنظمة، إلى جانب تصاعد النزاعات العائلية والجنائية في ظل غياب أطر الاحتواء والحماية الاجتماعية. كما تكشف الأرقام عن ارتباط وثيق بين البطالة، الضائقة الاقتصادية، وانجرار فئات شابة إلى عالم الجريمة.

نساء وأطفال في دائرة الخطر

سجّل عام 2025 ارتفاعًا مقلقًا في عدد النساء اللواتي وقعن ضحايا للعنف، مع توثيق نحو 35 حالة قتل لنساء من بلدات بينها اللد، الطيرة، الرملة، شفاعمرو، عرابة، تل السبع، مشيرفة وجسر الزرقاء، من بينهن 12 فتاة وشابة دون سن العشرين. وعلى الرغم من أن العنف ما يزال في غالبيته ذكوريًا من حيث الفاعلين والضحايا، إلا أن تصاعد جرائم قتل النساء، خاصة على خلفية العنف العائلي، يشكّل مؤشرًا خطيرًا على تآكل الأمان داخل البيوت نفسها.

الصّنارة المصدر: الصّنارة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا