كشف تحقيق للجيش الإسرائيلي أن الجنود المتمركزين بالقرب من كيبوتس زيكيم أظهروا "فشلا أخلاقيا ومهنيا" صباح 7 أكتوبر، عندما اختاروا الاحتماء بملجأ بدلا من مواجهة مسلحي "حماس".
ويُعد هذا أحد تحقيقين نُشرا اليوم الثلاثاء - أجراهما العقيد (احتياط) يارون سيتفون - لبحث أداء قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة بالقرب من حدود غزة في ذلك اليوم.
وقُتل تسعة جنود خلال تسلل المسلحين إلى موقع ييفتاح العسكري، الواقع بالقرب من كيبوتس زيكيم، وهو كيبوتس ساحلي بالقرب من حدود غزة.
وخلص التحقيق إلى أن تقاعس العديد من جنود سلاح الهندسة القتالية أضعف دفاعات الموقع و"لم يرقَ إلى المعايير المتوقعة من الجنود المقاتلين في الجيش الإسرائيلي".
ووفقا للتحقيق، على الرغم من أن الضابط المسؤول أمر جميع الجنود المسلحين بالتوجه إلى نقطة الحراسة، إلا أن ثلاثة جنود فقط من سلاح الهندسة القتالية امتثلوا للأمر، بينما بقي الباقون في الملجأ. وانسحب هؤلاء الثلاثة لاحقا أيضا، تاركين النقطة وعائدين إلى غرفة القيادة.
وفي الوقت نفسه، أشاد التحقيق بالقتال "الحازم والشجاع" للكتيبة 77 التابعة للواء المدرع السابع لمنع "حماس" من السيطرة على الموقع.
وحسب التحقيق، في الساعة 6:30 صباحا، ومع بداية الهجوم، دخل جميع الجنود في الموقع إلى الملجأ. وبقيت في نقطة الحراسة وحدها ناعما بوني - وهي جندية مسؤولة عن شؤون الوحدة ورفاهيتها - والتي قُتلت لاحقا.
وأضاف التحقيق: "إن تكليف جندية غير قتالية بنقطة الحراسة أدى إلى إضعاف الاستجابة الأولية".
وسارع العديد من الجنود، بعضهم دون معدات مناسبة، لمساعدتها وتبادلوا إطلاق النار مع المسلحين، مما منعهم من اختراق القاعدة، لكن المزيد من المهاجمين انضموا إلى الهجوم لاحقاً.
ووجد التحقيق أنه في ذروة المعركة، واجه ثلاثة جنود في نقطة الحراسة 27 مسلحا. وأطلق قائد فريق الاستجابة للطوارئ في القاعدة النار على مسلح كان يحاول اختطاف أحد الجنود التسعة الذين سقطوا، مما حال دون اختطافه.
لاحقا، سرق المهاجمون أسلحة من الجنود القتلى، واستولوا على عربة همفي وفروا إلى غزة. وقام أحد المراقبين في الجيش الإسرائيلي بمهاجمتهم بنظام أسلحة يتم التحكم فيه عن بعد، مما أدى إلى إصابة العديد من المهاجمين وإجبار بعضهم على ترك المركبة.
هذا وركز التحقيق الثاني للجيش الإسرائيلي على المعارك التي دارت في مقر قيادة "إيرز" الإقليمي ومناطق إطلاق النار في قاعدة "زيكيم"، والتي كانت تحت مسؤولية سرية من الكتيبة 51 التابعة للواء جولاني.
وقال التحقيق: "كان للقرارات السريعة والمستقلة والهجومية للمقاتلين تأثير حاسم على نتيجة الهجوم". وأضاف: "إن أفعالهم الشجاعة وتصميمهم على الاشتباك مع العدو أدت إلى تأخير تقدم المسلحين، وعرقلة خطتهم الأصلية، ومنع وقوع أضرار أكبر".
في حين قُتل ضابط وثلاثة جنود إسرائيليين في المعركة، بينما قتلت القوات الإسرائيلية حوالي 15 مسلحا.
وفي المعركة التي دارت في مناطق إطلاق النار في "زيكيم"، وفقا للتحقيق، أطلق الجنود النار على المسلحين الذين كانوا في سيارات ومركبات رباعية الدفع ودراجات نارية، مما أجبرهم على التراجع. وقامت دبابة إسرائيلية بضرب مسلحين آخرين أثناء فرارهم. وأشار التحقيق إلى أن وحدة أخرى "قاتلت بعناد ضد عشرات المسلحين" ونفذت عملية صمود شبه كاملة بدون ذخيرة.
وخلال القتال، قُتل النقيب إيتاي ماؤور، قائد قوة الاستطلاع، والرقيب أوري لوكر. وواصل العريف عاميت تسور القتال حتى قُتل هو أيضا.
وكانت النقطة المحورية الثانية للقتال هي مقر قيادة "إيرز" الإقليمي. فتح الجنود النار بعد أن رصدوا ستة مسلحين يترجلون من قارب يقترب من الشاطئ. واشتبكت وحدة من البحرية الإسرائيلية أيضا مع المهاجمين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم.
وتقدم المسلحون الآخرون نحو القاعدة تحت النيران. وقُتل الرقيب أول أوفير تسيوني وهو يواجههم. وقُتل اثنان من المسلحين لاحقا على يد قوات الجيش الإسرائيلي.
وأشاد التحقيق بالجنود الذين قُتلوا في القتال، مشيرا إلى أن استجابتهم السريعة وقرارهم "بالتحرك بأسرع وقت ممكن إلى الموقع عند الحاجز وإطلاق النار على المسلحين الذين يحاولون اختراقه، أوقفت الهجوم على طول هذا المسار وعرقلت الخطة العامة للعدو".
وجاء في التحقيق: "قرار الرقيب أول تسيوني بالتحرك مع جندي آخر نحو الموقع على الشاطئ والاشتباك مع المسلحين أدى إلى تعطيل هجوم العدو وساعد بشكل كبير في تكوين صورة دقيقة للوضع وإعداد القاعدة لمحاولة تسلل المسلحين".