قدمت جمعية حقوق المواطن ومركز الدفاع عن الفرد التماسًا للمحكمة العليا ضد قائد حرس الحدود في محيط القدس، مطالبين بالسماح للمرضى من سكان كفر عقب, الحي الفلسطيني الواقع شمال القدس وخلف جدار الفصل – بالمرور بسرعة وأمان إلى مستشفيات القدس ومراكز العلاج عبر حاجز الجيب القريب من مستوطنة "غفعات زئيف". ويطالب الالتماس أيضًا بتخصيص بريد إلكتروني لتقديم طلبات العبور، ونشر قائمة بالوثائق المطلوبة، وجدول زمني للرد على الطلبات.
يقطن كفر عقب عشرات الآلاف من المقدسيين، ومع أنّه جزء من مدينة القدس إداريًا، فإن جدار الفصل الذي بُني في بداية الألفية فصل الحي عن باقي أجزاء المدينة. معظم السكان يعملون في القدس، وآلاف الطلاب يتعلمون في مدارسها، والمرضى يتلقون العلاج في مستشفياتها. وكل خروج من الحي يمر عبر حواجز عسكرية مرهقة.
الالتماس جاء في ظل قيود شديدة على الحركة منذ بداية الحرب، جعلت أي رحلة إلى القدس مرهقة وقد تستغرق أكثر من ساعتين، وهو أمر خطير على من يحتاجون إلى علاج عاجل أو إنقاذ حياتهم. في السابق، كان قائد حرس الحدود السابق يسمح بمرور الحالات الطبية عبر حاجز الجيب، لكن منذ تولي القائد الحالي منصبه في يناير 2025، تم رفض معظم الطلبات.
يستعرض الالتماس قصص أطفال مرضى يضطرون لعبور "سبعة أبواب من الجحيم" للوصول إلى المستشفى: شقيقتان تعانيان من فشل كلوي ويحتاجان لغسيل كلى منتظم، رضيعة تعاني من تشوّه دماغي خلقي، فتى مصاب بالسرطان يحتاج إلى علاج كيميائي متكرر، وطفلة أخرى تعاني من إعاقات جسدية وعقلية وتتعلم في مؤسسة علاجية داخل القدس. أي تأخير في وصول هؤلاء الأطفال يشكل خطرًا مباشرًا على حياتهم.
العيش خلف الحاجز صعب دائمًا
والد طفلة خضعت لزراعة كلى قال: "العيش خلف الحاجز صعب دائمًا، لكن منذ بداية الحرب أصبح الوضع لا يُحتمل. الازدحام على حاجز قلنديا جنوني، وطريق حزما مغلق بحاجز آخر عند جبع. استغرق وصولنا إلى مستشفى شعاري تسيدك أحيانًا ثلاث ساعات، بينما كانت ابنتي تعاني من حرارة مرتفعة وحالة طارئة".
يؤكد الالتماس أن رفض حرس الحدود السماح بمرور المرضى بشكل سريع وآمن عبر حاجز الجيب يمس بالحق في الحياة، الصحة والكرامة، ويمثل تصرفًا تعسفيًا وغير متوازن.
المحامية تال حَسّين من جمعية حقوق المواطن قالت: "قائد حرس الحدود الجديد في محيط القدس، العميد عيران ليفي، يظهر قسوة وعدم مبالاة تجاه معاناة سكان يعيشون منذ عامين تقريبًا في سجن مفتوح. الوضع صعب دائمًا، لكنه كارثي عندما يتعلق الأمر بالأطفال والرضع والمرضى شديدي المرض. هناك حاجز يسمح بالوصول السريع للمستشفيات، ويجب السماح لهم باستخدامه. هذه السياسة مرفوضة تمامًا، قانونيًا وأخلاقيًا".