آخر الأخبار

وزير الدفاع الإيراني يعترف: بالغنا في استعراض قوتنا وطورنا قدراتنا بعد الحرب

شارك

أقرّ وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، بأن بلاده بالغت أحيانا، قبل اندلاع الحرب الأخيرة، في تقاريرها وعروضها الإعلامية حول قدراتها العسكرية، مشيرا إلى أن الأداء أثناء المعارك لم يواكب مستوى تلك الإعلانات. وقال في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الجمعة: "قبل الحرب، بالغنا أحيانا في مجال العروض وكشف التقارير العسكرية، لكن أثناء الحرب لم نتمكن من الأداء بنفس القدر من النجاح، ولم نستطع أن نطلِع الرأي العام بشكل كامل على حقائق ساحة المعركة".

وأضاف أن بلاده "لم تتمكن بعد من كشف جميع أبعاد الإنجازات الدفاعية والعسكرية التي تحققت خلال حرب الاثني عشر يوما، ولا من شرح تفاصيلها للشعب". وأكد نصير زاده أن القدرات الصاروخية الإيرانية تتجاوز ما استُخدم ميدانيا حتى الآن، كاشفا عن امتلاك طرازات أكثر قوة من تلك التي أطلقت في الحرب الأخيرة، ومن أبرزها الصاروخ "خرمشهر 5" الذي وصفه بأنه "أحد النماذج المتقدمة في هذا المجال ولم يدخل الخدمة العملياتية بعد".

وأشار أيضاً إلى أن الصاروخ "قاسم بصير"، الذي كُشف عنه قبل الحرب بوصفه أدق صاروخ إيراني نقطوي، لم يُستخدم في المعارك الأخيرة، مضيفا أن تكنولوجيا جديدة جرى دمجها فيه تمنع تأثره بهجمات الحرب الإلكترونية، ما يضمن دقة إصابته الأهداف المحددة. وشدد نصير زاده على أن الحرب الأخيرة أظهرت مجالات العمل التي يتعين تطويرها، سواء في القدرات الهجومية أو الدفاعية، معتبرا أن صناعة الدفاع في البلاد يجب أن تُصاغ مستقبلا وفق هذه المعطيات وبشكل منظم.

وحول أولويات تطوير الصناعات الدفاعية بعد حرب الاثني عشر يوما خلال يونيو/حزيران الماضي، أوضح أن تطوير الصواريخ سيظل في مقدمة الاهتمامات، لكنه لم يستبعد بروز أولويات جديدة في مجالات أخرى بعد الحرب. وصرّح وزير الدفاع الإيراني بأنَّه "لو كانت الحرب قد اتسعت، لكان من الممكن أن تشهد مجالات الحرب البرية والحرب البحرية أيضا تطورات، ولكانت معدات أخرى قد دخلت الخدمة. فليس الأمر أننا اعتمدنا على الصواريخ وحدها".

لاريجاني: إيران تعالج ثغراتها خلال الحرب

إلى ذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، في مقابلة مع الموقع الإعلامي لمكتب المرشد الإيراني نشرها اليوم الجمعة، إن جميع المؤسسات العسكرية، وخصوصاً قيادة الحرس الثوري وقيادة سلاح الجو – فضاء، تبذل جهوداً مكثفة لمعالجة أي ثغرات رُصدت خلال الحرب، معلناً استحداث معاونية تقنية في البعد الدفاعي ضمن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، لمواكبة متطلبات "مرحلة الحروب الحديثة". كما أكد عقد اجتماعات خاصة لسدّ الثغرات في المجال الأمني، محذراً من أنّ "النفوذ" لا يقتصر على العنصر البشري، بل يشمل تقنيات حديثة وتقاطع معلومات معقد يمكن أن يسهّل عمل الاستخبارات الأجنبية.

كما أكد لاريجاني استمرار دعم إيران الفصائل في فلسطين ولبنان، واصفاً هذه الفصائل بأنّها "تيار أصيل ورصيد". وتساءل: "هل تخلّى هؤلاء عن إسرائيل؟ هل تخلّت الولايات المتحدة عن دعمها لإسرائيل؟ ما زالت تدعمها بلا انقطاع". ورأى أن الامتناع عن دعم حركات المقاومة في المنطقة يعدّ "نوعاً من قلة العقل السياسي"، مؤكداً أنّ طهران مطالبة باستثمار قدراتها في مواجهة القوى المعادية. ورفض لاريجاني ما يروَّج عن أن الفصائل الفلسطينية واللبنانية جرى إضعافها، قائلاً: "لو أصحبت ضعيفة، فلماذا يصرّون على استهدافها بهذا الإلحاح؟ الضغط عادة يُمارس على القوي لا على الضعيف". وأشار إلى أنّه لمس لدى قيادة حزب الله وعناصره في لبنان خلال زيارته الأخيرة "تصميماً راسخاً" على مواصلة المسار.

وخاطب الحكومة الإسرائيلية بالقول: "أنتم تزعمون أنّكم قضيتم على حماس، فلماذا إذن تخشَون من احتلال غزّة؟ لقد قتلتم الناس وارتكبتم المجازر، وجوّعتم الشعب، لكنكم عجزتم عن إنهاء حماس. ولماذا لا تنتهي؟ الأمر بأيديكم؛ فحين تقتلون الناس وتبيدونهم، فإن لهم عائلات وأبناء وشباباً، وأنتم تدفعونهم دفعاً إلى اتخاذ موقف المواجهة معكم".

شروط إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة

وبالنسبة للولايات المتحدة، قال إنّ التفاوض مع واشنطن لا يمكن أن يكون مجدياً إلا إذا أدرك الطرف المقابل أنّ الحرب لا جدوى منها، وأنّ حل القضايا ينبغي أن يتمّ عبر الحوار، مكرّراً رفضه أي مفاوضات تُتخذ ذريعة لعمل عدائي جديد. وأضاف: "شرطنا هو التفاوض الحقيقي. إذا كنتم ماضين في الحرب، فامضوا في شأنكم، وعندما تندمون تعالوا للتفاوض". وشدّد لاريجاني على أنّ إيران "لن تستسلم أبداً" أمام الضغوط الأميركية.

كما وجه لاريجاني انتقادات شديدة لإدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام رافاييل غروسي، متهماً إياها بمنح "شيك على بياض للولايات المتحدة والعدو الصهيوني" والمشاركة في إشعال الحرب، مضيفاً: "رغم قصف منشآتنا النووية، لم تُصدر الوكالة حتى بيان إدانة، وهذا أمر فاضح". ولم يستبعد المسؤول الإيراني خيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، لكنه أوضح أنّ الأمر يستدعي "تدبيراً دقيقاً" ودراسة جدواه قبل الإقدام عليه.

وعلّق على تهديدات فرنسا وبريطانيا وألمانيا بتفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن وقراراته التي أُلغيت بعد التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، متسائلاً: "قصفوا منشآتنا، فلماذا تُفعَّل الآلية ضدنا نحن؟ هذه الآلية تُستخدم إذا أخلّ أحد الأطراف بالتزاماته في الاتفاق النووي؛ فمن الذي أخَلّ، إيران أم الولايات المتحدة وأوروبا؟". وأشار لاريجاني إلى أنّ بعض الدول الأوروبية اقترحت تمديد مهلة تفعيل "سناب باك" المقررة في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مضيفا أنّ إيران "لا ترى موجباً لذلك".

وبالتزامن مع انتقادات لاريجاني هذه، أعلن المندوب الدائم لإيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، اليوم الجمعة، أنّه في سياق المفاوضات التي جرت مؤخراً بين نائب مدير الوكالة ماسيمو أبارو والمسؤولين الإيرانيين في طهران، عقد الوفد الإيراني اليوم اجتماعاً مع نائب المدير العام للوكالة لشؤون الضمانات في مقرّ الوكالة بفيينا. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن نجفي قوله إنّ الجانبين واصلا مناقشة الملفات المطروحة في طهران، وتبادلا الرأي حول آليات تعامل إيران مع الوكالة الدولية في ضوء المستجدات الناجمة عن الهجمات "غير القانونية الأميركية والإسرائيلية" ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال يونيو/حزيران الماضي، وفي إطار القانون الجديد الذي أقرّه مجلس الشورى الإسلامي والذي ينص على وقف أي تعاون مع الوكالة إلا بإذن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وقد جرى، بحسب نجفي، توضيح الظروف المستجدة في موقف طهران تجاه التعامل مع الوكالة. وأشار المسؤول الإيراني إلى إحراز "تقدم" في هذه الجولة من الحوار، مشيراً إلى أنّ النقاشات ستتواصل لصياغة بروتوكول لترتيبات التعاون وفق أحكام القانون البرلماني.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا