شهدنا هذا الأسبوع في فندق رمادا – الناصرة، انطلاق اللقاء الأوّل للفوج الثالث من برنامج «قمم في الأكاديميا»، وهو مسار شامل يقدّم مرافقة شخصيّة ودعمًا متكاملًا للطلاب والطالبات العرب في بدايات رحلتهم/ن الأكاديمية. يهدف البرنامج إلى تعزيز اندماجهم/ن في الحرم الجامعي، رفع نسبة الاستمراريّة حتى التخرّج، وتمكينهم/ن من الالتحاق بسوق عمل نوعي، من خلال مرافقة فردية، توجيه أكاديمي، لقاءات جماعية محلية وقطرية، وورشات مهارية حول الاستعداد الجامعي وإدارة الضغوط والهوية المركّبة، إلى جانب إرشاد مهني في كتابة السيرة الذاتية، التحضير للمقابلات، والتعرّف إلى الخدمات الجامعيّة.
افتتحت ميادة عصفور، مديرة مرحلة «قمم في الأكاديميا» ضمن برنامج قمم، اللقاء بكلمة ملهمة قالت فيها: «الأكاديميا ليست فقط مساقات وشهادة، بل سيرورة شخصية طويلة مليئة بالتحديات. نحن هنا لمرافقتكم/ن، لكن الاجتهاد الشخصي هو طريق الوصول إلى القمة. أتمنى أن تكون هذه الانطلاقة بداية طريق مليء بالنّجاحات لكل واحد وواحدة منكم/ن». أما غادة أبو جابر نجم، المديرة العامّة لبرنامج قمم، فأكّدت على أهميّة استثمار هذه المرحلة قائلة: «هذه فرصة ذهبيّة لاكتساب أدوات ومعرفة تساعدكم/ن على النّجاح في الجامعات. نحن هنا لمرافقتكم/ن خطوة بخطوة، وأتمنى لكم/ن أن تختاروا طريق النجاح الذي يلائمكم/ن، وأن تحقّقوا طموحاتكم/ن الأكاديميّة والمهنيّة».
يسّر اللقاء بكامله إبراهيم طه، مركّز المرحلة الثالثة "قمم في الأكاديميا"، والذي رافق المشتركين/ات طوال الطريق في البرنامج، وسيواصل المرافقة والدعم في هذه المرحلة الأكاديمية الهامة.
يهدف برنامج «قمم» إلى تعزيز التفوّق الأكاديمي والاجتماعي للشّابات والشّبان من المجتمع العربي ذوي الإمكانات العالية، وتمكينهم/ن من إنهاء دراستهم/ن الجامعية والاندماج في سوق عمل نوعي. يقوم البرنامج على ثلاث مراحل مترابطة: المرحلة الأولى – التعريف بالبرنامج واستقطاب واختيار المشاركات والمشاركين أصحاب الإمكانات والجدّية العالية للاستثمار بهذه الفرصة الهامّة قبيل المرحلة الأكاديمية، وذلك من خلال شراكات مع المدارس والسلطات المحليّة ومراكز التقييم؛ المرحلة الثانية – «السنة الانتقالية المكثّفة» التي تزوّد الطلبة بمهارات أكاديمية، لغويّة، شخصيّة ومجتمعيّة، إلى جانب تجربة فعليّة في الحرم الجامعي؛ والمرحلة الثالثة – «قمم في الأكاديميا» التي ترافق الطلبة خلال مسيرتهم/ن الأكاديمية عبر دعم فردي وجماعي، سدّ الفجوات، وتنمية المهارات اللّازمة للنّجاح الأكاديمي والمهني.
خلال ورشة عمل تفاعليّة، خاض المشاركون/ات تجربة عملية في بناء خطة عمل شخصية للعام الدراسي المقبل. تمحورت الورشة حول أهميّة تحديد الأهداف بشكل واضح وفق منهجية SMART، بما يضمن أن تكون الأهداف محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، وملائمة للواقع. في البداية تبادل المشاركون/ات أهدافهم الأولية ضمن مجموعات صغيرة، ثم انتقل كل منهم/ن للعمل الفردي على صياغة مسودّة خطة شخصية شملت أهدافًا أكاديمية واضحة، خطوات عملية لتحقيقها، وجدولًا زمنيًا مناسبًا، إلى جانب تحديد ما يحتاجونه من دعم من برنامج "قمم في الأكاديميا" والخدمات الجامعية المتاحة. وقد انعكس أثر الورشة بشكل مباشر، حيث عبّر العديد من المشاركين/ات عن شعورهم بمزيد من الوضوح والثقة تجاه خطواتهم/ن المقبلة، مع بلورة رؤية عملية لمسارهم/ن الأكاديمي. واختتمت الورشة بتحديد موعد لقاء متابعة لاستكمال الخطط وتفعيل إطار المرافقة.
الأثر المتوقع يتجلّى في رفع جاهزيّة الطلبة للحياة الجامعيّة بثقة، وزيادة نسب الاندماج والاستمراريّة حتى التخرّج، وتنمية مهارات شخصيّة ومجتمعيّة مثل التنظيم الذاتي والتواصل، وتوسيع شبكات الدعم الأكاديميّة والمهنيّة. وفي ختام الحدث تمنّى طاقم البرنامج للمشاركين/ات أن تكون هذه البداية نقطة انطلاق نحو مستقبل أكاديمي ومهني مشرق، مؤكّدين/ات أن «قمم في الأكاديميا» ليس محطّة عابرة بل إطار داعم وحقيقي يرافق الطالب/ة في مسار طويل وحاسم.
كما ندعو الجيل الشّاب للانضمام إلى قمم، تحضيرًا ليس فقط للمرحلة الجامعيّة – الهدف الأسمى – وإنّما أيضًا لتعزيز القدرات، ترسيخ الانتماء، تحقيق النمو الشخصي والمجتمعي، وإيجاد بيئة متنوعة وآمنة تشكّل حقبة أساسيّة في حياة كل شاب وشابة من المجتمع العربي قبيل المرحلة الأكاديمية وخلالها.