كشفت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، عن معطيات مقلقة للغاية جمعتها في السنوات الأخيرة حول حوادث بطاريات الليثيوم خلال الفترة من 2015 إلى 2024. وقد رصدت "بطيرم" 49 حالة إصابة للأطفال والأولاد، من جيل الولادة حتى جيل 17 عام، نتجت عن اشتعال أو انفجار هذه البطاريات وشواحنها، والتي تُستخدم بشكل رئيسي في الدراجات والسكوترات الكهربائية والعربات الكهربائية وما شابه ذلك، في حين انه من بين الحوادث الـ 49 التي وقعت، 5 منها انتهت بالوفاة.
وكانت ظاهرة استعمال الدراجات الكهربائية والسكوتر الكهربائي والعربات الكهربائية وما شابه ذلك، قد شهدت في السنوات الأخيرة ازديادا حقيقيا في القرى والبلدات العربية، حيث تعتبر فئة الأولاد والفتيان أكثر الفئات استخداما لهذه الآليات، للتنقل وقضاء أوقات اللهو واللعب وحتى أصبحت آلية يستخدمها الكثيرين للذهاب والإياب من والى المدرسة.
وعدا عن المخاطر العديدة التي ترافق عادة عملية التنقل بهذه الآليات، في الشوارع والطرقات في البلاد خاصة في المجتمع العربي من حوادث طرق وارتطام وانزلاق قد يتعرض لها مستخدمو هذه الاليات، الا ان الخطر قد يكون مضاعفا خاصة في المنزل او في الأوقات التي قد لا يكون استعمالها حيويا للتنقل، أي خلال ركنها او تخزينها في المنزل وشحنها بالشاحن الكهربائي، حيث ان انفجار بطاريات شحن هذه الاليات او الشاحن الكهربائي أصبح ظاهرة حقيقية نواكبها مرة تلو الأخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
92 حالة احتراق داخل المنزل
وتُشير المعطيات أن غالبية الحوادث التي تم رصدها من قبل مؤسسة "بطيرم" ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي ظاهرة متنامية تتركز في الأماكن التي يُفترض أنها الأكثر أمانًا للأطفال. فقد وقعت 45 حالة إصابة، جراء احتراق او انفجار بطاريات الليثيوم، من أصل 49 (92%) داخل المنازل، مما يلقي الضوء على أهمية الوعي بمخاطر الشحن والتخزين غير الآمن لهذه البطاريات وسبل العناية بها.
كما تكشف الأرقام عن أن غالبية الإصابات كانت نتيجة لحرائق اندلعت بعد اشتعال البطارية أو الشاحن، حيث شكلت 38 حالة (78%) من إجمالي الإصابات. وفي 9 حالات أخرى (18%)، كانت الإصابات مباشرة من الانفجار أو الاشتعال نفسه. وتعبر هذه الأرقام عن الضرورة والحاجة الى اتخاذ إجراءات وقائية فورية لحماية الأولاد وهم المستخدمين الأساسيين لهذه الآليات.
الفئات الأكثر احتمالا للإصابة
وفي تحليل لمعطيات ونسب الإصابة اشارت "بطيرم الى ان الحديث يدور عن 38 إصابة كانت قد رصدتها ما بين الأعوام المذكورة بسبب شبوب حريق نجم عن اشتعال هذه البطاريات وان تسع إصابات أخرى نجمت عن انفجار هذه البطاريات. وأكدت "بطيرم" في بيانها ان فئة الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 حتى 14 عاما هم الأكثر تعرضا لاحتمال الإصابة بسبب احتراق او انفجار بطاريات الليثيوم بنسبة إصابات وصلت الى 27% من مجمل حالات الإصابة لدى سائر الفئات العمرية. في حين اشارت المعطيات ان فئة الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين جيل الاولاد حتى جيل 4 سنوات احتلت المكان الثاني من حيث نسبة الإصابات بما يقارب 24% من مجمل الإصابات. اما في المكان الثالث فكانت فئة الأولاد ما بين جيل 10 حتى 14 عاما بنسبة إصابات وصلت الى 20%.
التأكيد من المعايير الرسمية والمواصفات المطلوبة
ومع ازدياد استعمال الدراجات الهوائية والعربات الكهربائية، السكوتر الكهربائي وما شابه من هذه الآليات، ناشدت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد وتفاديا للإصابة بضرورة اتباع الارشادات التالية التي من شأنها إنقاذ الأرواح:
الشراء الصحيح: عند شراء أي دراجة أو سكوتر كهربائي، تأكدوا من أنه يحمل معيارًا رسميًا للسلامة.
الاستخدام الآمن: لا تستخدموا سوى البطاريات والشواحن الأصلية والمعتمدة من الشركة المصنعة. تجنبوا تمامًا إجراء أي تعديلات لزيادة السرعة، فهي تزيد من الخطر.
الصيانة المهنية يجب أن يتم إجراء أي إصلاحات أو صيانة للدراجة أو السكوتر في مختبرات معتمدة من الشركة المصنعة فقط.
شحن مراقب: لا تتركوا البطاريات تشحن دون مراقبة. تجنبوا الشحن الزائد وافصلوا الشاحن فور اكتمال الشحن. الأهم من ذلك، لا تشحنوا البطارية طوال الليل أو عند مغادرة المنزل.
التخزين الآمن: يفضل شحن وتخزين البطاريات في مكان خارجي مثل الشرفة أو الفناء. إذا لم يتوفر مكان خارجي، اشحنوها بجوار جدار خارجي بعيدًا عن أي مواد قابلة للاشتعال أو مسارات الهروب من المنزل.
أجهزة الإنذار: يوصى بشدة بتركيب كاشفات دخان في المنزل، فهي قادرة على التنبيه بوجود حريق في وقت مبكر وقد تنقذ حياة الأفراد.