أجرى موقع بكرا مقابلة مع المحامي رضا جابر، الذي تحدث عن تصاعد استهداف الصحفيين والفئات المدنية في قطاع غزة، واعتبره جزءًا من عملية إبادة ممنهجة تستهدف البنية الاجتماعية والثقافية للقطاع.
استهداف الصحفيين والحقيقة المفقودة
قال جابر: "استهداف الصحفيين الفلسطينيين هو استمرار لعملية الإبادة الممنهجة، وهو ليس قرارًا سياسيًا داخل إسرائيل فقط. الهدف هو أوسع من مجرد القضاء على قدرات معينة، إذ يسعى إلى منع الحقيقة من الوصول إلى العالم وحتى إلى الإسرائيليين أنفسهم." وأضاف: "منذ بداية الحرب وحتى اليوم، يتعرض الصحفيون للاستهداف المستمر."
البعد القانوني والاستهداف المدني
وأشار جابر إلى البعد القانوني، قائلاً: "من الناحية القانونية، كل ما يحدث في غزة يندرج ضمن حالة إبادة ضد القانون الدولي والإنساني. استهداف الأطباء والمحاضرين في الجامعات ليس جزءًا من أي عمل عسكري، بل هو استهداف ممنهج للبنية الاجتماعية والثقافية التي تمسك المجتمع وتدعمه." وأضاف: "هدم الجامعات وإهانة مؤسسات التعليم هو جزء من محاولة القضاء على التماسك الاجتماعي."
وعن الهدف النهائي لهذه الاستراتيجية، قال جابر: "استهداف هذه القاعدة الاجتماعية يسهّل عمليات التهجير، ويؤدي إلى انهيار البنية العميقة للمجتمع، ما يجعل العيش في القطاع شبه مستحيل."
السياسة الداخلية في إسرائيل
وفيما يخص الدور الداخلي في إسرائيل، رأى جابر أن اليمين الإسرائيلي لا يشعر بأي حرج من الرأي العام المنقسم: "سرعة اليمين في تنفيذ مشاريعه تجاه غزة والضفة وموضوع القدس، تشير إلى أن هذا المشروع هو استمرار للسيطرة على السلطة السياسية داخل إسرائيل وعدم التخلي عن الحكم بسهولة."
وعن إمكانية التوصل إلى صفقة للرهائن، أشار جابر إلى العامل الأمريكي: "موضوع الرهائن لا يشكل تهديدًا لوجود اليمين في الحكم، فهو أداة ضغط على الأحزاب الأخرى فقط. أما مشروع اليمين الأكبر فهو إنهاء القضية الفلسطينية والبقاء في السلطة، لذلك أي صفقة تعتمد على تدخل أمريكي جدي يمارس ضغوطًا على إسرائيل."
استراتيجية ممنهجة لتدمير المجتمع الفلسطيني
وأكد جابر أن استهداف الصحفيين والأطباء والمثقفين في غزة ليس مجرد عمل عسكري عابر، بل هو جزء من استراتيجية ممنهجة لتدمير المجتمع الفلسطيني على مستوى عميق، قائلاً: "الهدم الممنهج للبنية الاجتماعية والثقافية في غزة يهدف لتحويل القطاع إلى مكان لا يمكن العيش فيه."